كاس إفريقيا للأمم لهاته السنة نسخة فريدة من نوعها، و يمكن ان نلقبه ب: “دورة المفاجآت” حيث عرف خروجا مبكرا للعديد من الفريق اللامعة،و تأهل أخرى بضربات الحظ و ابتسامة قدرها، إلا ان الجانب المهم بالنسبة لنا أننا تعرفنا عن قرب عن شخصيات بارزة، ربما كانت معروفة لذا البعض و غائبة لذا البعض الآخر، فأينما حللت و ارتحلت تجد الراية المغربية حاضرة بكل زاوية من زوايا الكوديفوار، و حوارنا اليوم مع سيدة مغربية لم تفوت فرصة التعريف ببلدنا و بثقافتنا و نشر الروح المغربية بأرجاء الكوديفوار، حديثي يا سادة يا كرام عن سيدة الأعمال المغربية، الجميلة قلبا و قالبا: كوثر موفق، طاقم جريدة الانتفاضة أجرى حوارا مع هاته الشخصية المتميزة، و إليكم مضمونه.
س..لالة كوثر مرحبا بك عبر جريدة الانتفاضة، لنا كامل الشرف ان تكوني ضيفتنا بهذا الحوار المتميز.
ج…مرحبا، شكرا جزيلا لكم للاستضافة و لي الشرف ان تواجد معكم.
س…من عالم الأدوية إلى عالم الطبخ و الحلويات و استقبال الضيوف، أكيد ان البداية لالة كوثر لم تكن مفروشة بالورود، حدثينا أكثر عن بداياتك.
بعد حصولي على الماجيستير بفرنسا قررت العودة لأرض الوطن، و بعد ثلاث أشهر حصلت على فرصة عمل بإفريقيا و بالضبط بدولة الكوديفوار، و الاشتغال رفقة واحد من أفضل المختبرات الفرنسية، لتتوالى الأيام، و أقرر بعد ذالك الدخول للقفص الذهبي، لأنه علنا يعلم ان ثقافتنا المغربية دائما ما تحثنا على النجاح بالحياة الشخصية و المهنية، و هكذا كانت البداية.
س…ما يقارب عشر سنوات على تواجدك بالكوديفوار، ماذا تغير اليوم بشخصية كوثر موفق؟
ج…تغيرت الكثير من الأمور، فقبل مجيئي للكوديفوار كنت أسافر كثيرا، يا إما بالعطل أو بحكم عملي، و ما ان وطأت قدمي هذه الدولة، وجدت صعوبة في التأقلم مع الجو و طبيعة الناس هنا وغيرها من الأمور، فقررت ان اكتشف هذه البلاد، و تبين لي ان لديها موارد هائلة، و غنية بالكاكاو، و لكن لا يمكن ان تصل إلى المغرب من حيث التقدم، أكيد أنني هنا لا انقص من شانها، ولكنها حقيقة، و ينقصها الكثير، كالطرقات، و المرافق الترفيهية، و هنا جلست و سالت نفسي، لماذا نحن المغاربة، نشتكي كثيرا بالقول، بلادنا لا تتوفر على ذاك و ذاك و ذاك؟ لذا قررت ان اخصص كل وقت فراغي للتعريف ببلادنا الحبيبة.
س…لعل كل ما قلته لالة كوثر تشهد له الكثير من المواقف، و من بينها الإفطار المغربي الذي وفرته للجمهور المغربي، حدثينا أكثر عن هاته المبادرة.
ج…الفكرة بدأت لما قمت بتحضير إفطار بمساعدة أخي و بعض أحبابي، و قدمته للمغاربة القادمين من كل جذب و صوت لتشجيع فريقنا المغربي، و لاحظت وجود العديد من المغاربة بعين المكان، فقمت بعزيمتهم فكما نقول بثقافتنا: ” فين تحت يد يتحطو عشرة اليدين” ، و شمل الإفطار مأكولات مغربية محضة: من خبز و زيت زيتون، و حلويات مغربية، و بالمرة الثانية فكرت بتطوير الفكرة و رفعت التحدي رفقة العديد من المغربيات المتواجدات بسان بيدرو، تواصلت مع السفير المغربي و ثمن المبادرة، و قال لي على بركة الله، و هكذا كان إفطارا غاية في الجمال قدمت من خلاله ثقافتنا المغربية و مطبخنا المغربي في أبهى الحلل، التيسير من الله أولا و أخيرا و لكن المبادرة حظيت باستحسان المغاربة حول العالم، و وصلني كم هائل من الرسائل تشيد بالمبادرة و الحمد لله.
س…ما هي الخدمات التي تقدمينها من خلال مشروعك: “دار المغاربة” ؟
ج…بدءا بالاستقبال الملكي، بالحليب و التمر، التعريف، ثم التعريف ثم التعريف، و نشر الثقافة المغربية
كاس شاي مغربي رفقة الحلويات المغربية، وصولا للمأكولات المتنوعة بثقافتنا و قاموسنا الغني اللهم بارك، دون نسيان الاستقبال بالزغاريد و اللباس المغربي، كل ما هو مغربي محظ هو دور دار المغاربة بالكوديفوار.
س…شاهدنا جميعا ان الطاقم المشتغل معك و هم الأجانب، يحبون الثقافة المغربية، هل استطاعوا ان يطوروا مهاراتهم فيما يخص صناعة الحلويات و المأكولات المغرية؟
ج…أكيد، أكيد، لدي سيدة تشتغل معي منذ أربع سنوات، أصبحت اليوم تتقن و بشكل كبير المأكولات المغربية، و يجب ان تزرعي بداخلهم حب المغرب و ثقافته و طبخه، فانا شخصيا لم أكن من محبي المطبخ،و لكن حبي للمغرب و تشبثي بمغربيتي جعلني ادخل المجال، ابحث أكثر، و أغوص بأعماقه لكي اشرف بلدي، و هو دورنا اليوم كسفراء للمغرب خارج بلدنا الحبيب.
س…ما رأيك بالصورة التي رسمها المؤثرون المغاربة المتواجدون بالكوديفوار عن مغربينا و ثقافتنا؟
ج…نحن نأخذ كقدوة لنا ملكنا الحبيب، أطال الله بعمره، و هو نصره الله المؤسس الأول للشراكات مع الدول الإفريقية، و هو من عبد لنا الطريق و سهلها للنمر نحن، و اليوم نحن نكمل ما بدأه، و الحمد لله هؤلاء المؤثرين قاموا بدور مهم و هو التعريف أكثر بثقافتنا، و هو شيء أقوم به شخصيا كل اليوم، من خلال حديثي مع أحبائي و أصدقائي بهذا البلد الشقيق.
س…ماذا تقولين لمن لازالت لديه الصورة ناقصة و غير مكتملة بالنسبة لإفريقيا؟
ج…لا خوف على الإنسان المغربي أينما حل و ارتحل يبصم بالعشرة و الحمد لله، و من قوة حضوره يصنع النجاح و التميز، هذا سر من الأسرار الربانية اللهم لك الحمد و شكر ناهيك عن رضى الوالدين، فرسالتي للمغاربة الذين يريدون الحضور للكوديفوار، ان يكون لديهم دبلومات، ان يكون لديهم تكوينات، و الممارسة و التجربة، و أكيد أنهم سيحظون بالفرصة المناسبة للتقدم و السير قدما، فالأراضي هنا مازالت خصبة، و تتشبث بالطموحين، المجتهدين،الذين يتطلعون دائما للأفضل، و هو حال الإنسان المغربي.
س…شكرا جزيلا لالة كوثر موفق، و نتمنى لقائك في القادم من الأيام بالمغرب الحبيب.
ج…أكيد ان شاء الله، و دمن خير سفراء لمملكتنا، و كلنا للعلى سعيا ان شاء الله.
التعليقات مغلقة.