“ازنزار”…يرافق اسود الاطلس في الحل والترحال

الانتفاضة // محمد المتوكل

في اطار تشجيع ومساندة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وخاصة ونحن نعيش اجواء كاس افريقيا للامم لكرة القدم والمنظمة بالكوت ديفوار، وتعرف مشاركة المنتخب الوطني المغربي بالاضافة الى كبار القارة السمراء، يقوم بعض المشجعين وبعض المهووسين بلعبة كرة القدم بتقديم مختلف انواع التشجيع والمساندة للكرة المغربية سواء كانت اندية او منتخبات، وذلك حبا في الراية المغربية، ودعما لاسود الاطلس في هذه الكاس القارية التي تنظم كل سنتين تحت اشراف الكاف.

اخذ  الطريق مرتحلا من المغرب إلى الكوت ديفوار على متن سيارته، يعد عبد الله الصديق، الذي يلقب نفسه بـ”أزنزار”، أحد المشجعين المخلصين لأسود الأطلس الذي يحرص على تشجيعهم أينما حلوا وارتحلوا.

وبلغ ” أزنزار” سان بيدرو، المدينة الساحلية التي تجرى فيها مباريات المنتخب الوطني، مرورا بموريتانيا والسنغال وغامبيا ومالي والكاميرون، في رحلة مضنية دامت خمسة أشهر، في سيارته العتيقة التي يعود تاريخ صنعها لسنة 1982.

ويحرص “أزنزار”، ذو ال 46 ربيعا، والمتحدر من مدينة تزنيت، على التأكيد على أن هذه الرحلة، الرياضية والترويجية للمغرب، الفخور بحضارته، أن تكون بمثابة تجربة إنسانية غنية.

وقال “ازنزار” في حديثه لبعض وسائل الاعلام، ” فضلا عن الشغف بكرة القدم، تحمل هذه الرحلة عدة رسائل للشباب الإفريقي، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى البلدان التي مررت بها “.

الصديق، هو صاحب مبادرة برنامج “أفريكا فوت”، الذي يتوخى النهوض بممارسة كرة القدم في القرى النائية، خاصة في جنوب المملكة. وقد استلهم تجربته الخيرية هاته في طريقه نحو الكوت ديفوار.

وأشاد، في هذا السياق، بكرم ضيافة الأفارقة، مشيرا إلى أن غايته النهائية تتمثل في زرع حب كرة القدم والتربية والتعلم في نفوس الشباب.

يتذكر عبد الله بحنين “عندما كنت لا أزال صغيرا، في مسقط رأسي، قام المشاركون في لحاق باريس – دكار آنذاك بتوزيع أقلام الرصاص في القرى التي مروا بها”، موضحا أن هذه البادرة ظلت محفورة في ذاكرته ويريد الحفاظ على هذه التجربة في المستقبل، وقال ” أحاول أن أذكر الشباب بالنماذج التي يجب اتباعها وقصص النجاح المحلية “.

وتابع “أزنزار”، الذي سبق له السفر إلى روسيا لمؤازرة أسود الأطلس سنة 2018 وقطر  سنة 2022، بالإضافة إلى آخر دورتي كأس إفريقيا للأمم بالغابون (2017) ومصر (2019)، “أريد من خلال هذه الرحلة أيضا الترويج للثقافة والحضارة المغربية. في نواكشوط، على سبيل المثال، أهديت بعض الكتب عن التاريخ والثقافة المغربية للمكتبة الوطنية الموريتانية، على غرار باماكو، ودكار وزيغينشور (السنغال)، وكوروغو وياموسوكرو (كوت ديفوار)”.

من جهة أخرى، عبر الصديق، وهو أيضا ممثل، شارك في العديد من الأفلام الأمازيغية، عن أسفه لعدم تمكنه من متابعة دراسته.

وقال “أحاول دائما تشجيع الشباب على الجمع بين الرياضة والدراسة وعدم تفويت قطار التعلم حتى لا يشعروا بالندم في المستقبل”.

في النهاية يبقى هدف “أزنزار” وغيره من المشجعين المغاربة الذي أتوا من مختلف أنحاء المعمور لمؤازرة المنتخب الوطني في كوت ديفوار، هو مشاهدة زملاء ياسين بونو يحققون حلم شعب بأكمله بالفوز باللقب الإفريقي بعد استعصائه لعقود.

وسيواجه المنتخب المغربي في الجولة الثانية للمجموعة السادسة، يوم الأحد المقبل، منتخب الكونغو الديمقراطية.

وتصدر المنتخب المغربي، عقب الجولة الأولى، ترتيب مجموعته بثلاث نقاط، بعد تفوقه أول أمس الأربعاء على منتخب تنزانيا (3-0)، فيما حصل منتخبا زامبيا والكونغو الديمقراطية بعد تعادلهما (1-1) على نقطة واحدة لكل منهما، وحل منتخب تنزانيا في المركز الأخير بدون رصيد.

يشار الى انه تكثر مثل هذه المبادرات التي تروم في الاول والاخير تقديم النموذج الامثل لبعض الشباب المغاربة الذين يسكنهم هوى الكرة، وعشق المستديرة، ويحاولون اعطاء المثل في حب الوطن ومن خلاله حب ابناء الوطن، وخاصة المنتخب الوطني المغربي الذي لا يمثل نفسه فقط بل يمثل وطنا باكمله.

التعليقات مغلقة.