صلة الرحم من المواضيع التي يجب مناقشتها في كل الاوقات ،ولاسيما في زمن كثرت فيه الفتن والخلافات ،فضاقت دائرة صلة الرحم عند الكثير من الناس، فلا يصلون الا من يصلهم ولايحسنون الا لمن يحسن اليهم.
حيث ان العديد من العادات الأسرية لدى العائلات المغربية، تغيرت كثيرا خلال السنوات الماضية، ففي الوقت الذي اضحت فيه مجموعة من تلك العادات في طي النسيان، مازالت عادات اخرى بين سندان البقاء ومطرقة الاندثار.
وللاشارة فقد شقت على كثير من الناس اليوم صلة ارحامهم، ممن تجب صلتهم من ذوي القرابة بسبب كثرة الانشغال، او بسبب المشاكل والنزاعات العائلية، إذ اصبح قطع صلة الرحم من الامور العادية بالنسبة للعديد من الناس، والواضح ان هذه الظاهرة تأخد في الانتشار في المجتمعات، والجدير بالذكر أن بعض الناس يعتقدون ان صلة الرحم تكون بزيارة الاهل والأقارب فقط،
لكن صلة الرحم الحقيقية هي الحرص على صلة الرحم بمن قطع الرحم، وان قطع هذه الأخيرة من الامور التي ينهى عنها الدين.
صلة الرحم من أهم الأمور التي يجب ان يراعيها المرء في حياته، فهي من الواجبات الاجتماعية التي امرنا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ عليها، وجعل اجر واصلها عظيما عنده، فالارحام هم الاقارب الذين يمثلون الاصول والفروع ، حيث ان صلة الرحم واجبة على كل مؤمن ومؤمنة، وبالتالي فقطيعة الرحم تعتبر ذنبا عظيما، لقوله تعالى في كتابه العزيز في سورة محمد اية 22 “فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم، اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم”.
فصلة الرحم لا تكون فقط بتبادل الزيارات، وطرق ابواب البيوت، انما تكون بإستضافة الاقارب في البيت وحسن ضيافتهم، وتفقد احوالهم، والاطمئنان عليهم، ومنحهم من أموال الزكاة والصدقات، وتمييزهم عن الاخرين من الناس والدعاء لهم بالخير.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنعيسى، طالب باحث في سلك الدكتوراه لاحد المنابر الاعلامية ان “صلة الرحم من القيم الإنسانية النبيلة التي لها مكانة بارزة، مؤكدا تعرض العلاقة المجتمعية لتحولات مهمة نتيجة التغيير الاجتماعي الذي عرفه المجتمع المغربي مؤخرا على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وتأكيده على جملة من العوامل التي ادت الى كبح صلة الرحم ، ومنها انتقال اغلب سكان المغرب من الارياف الى المجال الحضري، وما يتبع ذلك من تحولات اخرى املتها الظروف، وطبيعة المجتمع الرأسمالي ارخت بظلالها على المجتمع المغربي، حيث تعرض الفرد للاغتراب بسبب جربه وسعيه المتواصل وراء الماديات، التي اضحت ممارسة نفسية وثقافية واجتماعية بديلة عن صلة الرحم.
صلة الرحم واجب لا جدال فيه، حتى وان كان الاقارب مقاطعون، فعلينا صلتهم ووصلهم، وقول المعروف الذي يلين القلوب، فصلة الرحم خير للمجتمع وقطعها شر عظيم يسئ للفرد وللعائلة وللمجتمع.
التعليقات مغلقة.