أهو قتل متعمد أم جهالة أشخاص ضحو بأغلى ما نملك في هذه الدنيا ألا و هو الحياة، من أجل دريهمات معدودة تنتهي في زمننا هذا حتى قبل ان تدفئ جيوب أصحابها.
حديثنا يا سادة يا كرام عن تحديات تطبيق ” التيك التوك” التي نالت من حياة العديد من المراهقين و الأطفال حول العالم، الغريب و العجيب في القصة هو ان الدولة التي ولد بها هذا التطبيق، لا تسمح لمواطنيها باستخدامه، ففي حين ان شباب و مراهقي العالم اليوم و منهم المغاربة للأسف الشديد، منشغلون بإثبات أنفسهم تحت تصفيقات النجباء الذين يجنون من ورائهم الأموال الطائلة، يستمتع أطفال الصين بتطبيق آخر مشابه ل “التيك التوك” و لكن بما يمكن ان ينفع دراستهم و حياتهم الشخصية، حتى أنها أضافت خاصية أخرى لهذا الأخير، ان هؤلاء اليافعين لا يمكنهم استخدام التطبيق اليوم كله أو أربعة و عشرين ساعة على أربعة و عشرين، فالشركة المصنعة تسمح لهم بسويعات قليلة باليوم ثم تحضره فيما بعد، ليفتح باب الأسئلة على مختلف مشاربها: هل الصين تستهدف شباب العالم؟ هل الصين تريد ان تتحكم بالعالم من خلال استعمال كل الطرق التي من شانها ان تغلق كل أبواب التطور و الوعي، خصوصا لدى الجيل الصاعد؟.
كل ما يمكنك تخيله و الذي لا يمكنك تخيله، حاضر بين أحضان تطبيقنا “القاتل” ان صح التعبير، تحديات تفقدك صوابك، و لكنها تطبق على ارض الواقع من طرف مراهقين و شباب همهم الوحيد هو التقليد و المحاكاة، وأي تقليد؟ التقليد الأعمى، الأصم، و الأبكم، و الله لم أجد أحسن من هذه الكلمات لوصف هذه المهزلة، و هذه الحرب الساكتة التي تنخر جسد جيل أصبح من المستحيل ان يكون الخلف الصالح، و ليس تشاؤمنا مني بل هي حقيقة ملموسة نعيشها كل دقيقة بعالمهم اللعين، و لان هذا الخلف لا يستمر بل يجعل سلفه يدفنه و يعلن الحداد على أيام حلم بها آبائهم و أمهاتهم ذات يوم، و ان رؤيتهم بمناصب مهمة ذات يوم، و يجنون ثمار سنوات ضحو بها بالغالي و النفيس من اجل ذالك اليوم الذي لن يروه.
تحديات هي من وحي الخيال، جعلها أصحاب التطبيق حقيقة من وراء جهل و استخفاف وانجراف الشاب وراء ميولات هوجاء لا تمت للواقع بصلة.
– “تشارلي” إحدى التحديات على المنصة و فكرته تدور حول قطع الشرايين، للتواصل الروحاني مع روح طفل باسم تشارلي، و هي شبيهة بلعبة “ويجا”.
– “تحدي البروتين” و الغاية منه تناول ملعقة من مسحوق البروتيين المتوجه بالأساس للرياضيين، و الذين يناولون هذه البروتينات بخلط هذا المسحوق مع الماء، متجاهلين الأعراض التي يمكن ان تصيبهم من : ضيق في التنفس، التهاب على مستوى الرئتين، إلى ما غيرها من الأضرار التي يمكن ان تؤدي بهم لنتائج لا يحمد عقباها.
– “ارمي صديقك”: هو تحدي يجتمع فيه مجموعة من الأصدقاء و يختارون صديقا من بينهم، و يرفعوه بأيديهم و يرمون به إلى الأعلى تم يتركوه يواجه مصيره، و قد تعرض العديد من مستخدمي هذا التحدي للشلل والكسر.
– “تحدي الحكام”: و هو التحدي الذي يبث مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و يتم تبادل الأحكام من خلاله، متجاهلين أي نوع من الإصابات و الأخطار التي يمكن ان تصيب الشخص.
ما ان نتحدث عن شباب العالم، حتى نتحدث أيضا عن شباب المغرب و الذين لم يسلموا من هذا البركان و الذي احرق في طريقه الأخضر و اليابس، و دعونا لا نتحدث عن ضرب بعض شاباتنا بشرفهن و أعراضهن عرض الحائط من رقص، وعري أمام عدسات كاميرا تيك توك، من اجل جني مال حرام و تدنيس لروح الهوية و الشرف.
خلاصة الكلام سيداتي، آنساتي، سادتي “تيك توك” هو قتل للجهلاء بسلاح النجباء، هو قتل صامت يوسع رقعة ضحاياه وسط سكوت و تجاهل أهل الاختصاص، فتكبيسات تفتح باب الانتحار و”تيك توك” توقع بأعلى صفحة يافعي الأمة و تقول: ” هل من مزيد؟”.
التعليقات مغلقة.