شاب غيني يشد الرحال من غينيا كوناكري صوب القاهرة على متن دراجة هوائية

الانتفاضة / اسامة السعودي

في واقعة غريبة و عجيبة انطلق شاب غيني يدعى “محمد الشافعي باري”، يملك من العمر 25 سنة من العاصمة الغينية كوناكري في 17 ماي الماضي في رحلة طويلة مليئة بالإثارة و التشويق نحو العاصمة المصرية القاهرة.
هذا الشاب الذي كان حلمه الدراسة في جامعة الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، بحيث كان من أشد المعجبين بالعلامة المصري المرحوم” الشيخ محمد متولي الشعراوي” الذي كان يتابعه في جميع فديوهاته التي يقوم بها الشعراوي.
و تجدر الإشارة أن هذا الشاب الطموح متزوج و أب لطفلة، تحدى العراقل و الصعوبات و شد الرحال عبر دراجته الهوائية و مر عبر مالي وبوركينا فاسو وتوغو وبنين والنيجر وقطع ما يقرب من 5 آلاف كيلومترا على متن دراجته إلى أن وصل إلى دولة تشاد.
و صرح  محمد الشافعي باري قائلا لبعض وسائل الاعلام:” كنت أحب مشاهدة الشيخ  محم متولي الشعراوي وهو يقرأ القرآن الكريم، ويشرح تفسير الأحاديث النبوية ويدعو الناس إلى دين الله (الإسلام)، ولهذا أردت المجيء إلى مصر لطلب العلم”.
و أشار إلى أنه واجه العديد من المشاكل و الصعوبات خلال رحلته التي قام بها بدراجته الهوائية كما جاء على لسانه:”كنت نائما في الغابة والجبال، ولأنني كنت أخشى احتمال سرقة دراجتي الهوائية، كنت أنام متكئا عليها، وأحيانا كنت أتناول وجبة واحدة أو وجبتين على الأكثر في اليوم، كما اني لم أتمكن من العثور على ماء للاغتسال في كثير من المرات”.
و تحدت أيضا عن الصعوبات التي واجهها محمد الشافعي باري مع قوات الأمن في “التوغو” التي قامت باعتقاله واستجوبته، مضيفا: “لقد وجهوا إلي أسئلة كثيرة كأنني مجرم، و أجبت عليها كلها، لكنهم لم يريدوا الاقتناع بما أقوله”.
و أشار أن مدة الاعتقال دامت تسعة أيام قبل أن يتم الافراج عني من طرف قوات الأمن، و واصل السير نحو بنين، و من المشاكل التي عانى منها هي قلة الطعام بحيت انه لم يكن يتوفر على كمية كبيرة منه، و هذا ما حصل له خلال عبوره من بنين حيث قال:” حاولت إشباع بطني من أكل الفواكه التي أجمعها من بعض الأشجار في الغابات، بالإضافة إلى إسكان جوعي بالخبز الجاف والماء طوال طريقي الى بنين.
و بسبب معارك السودان آنذاك قام باري بتغير مساره، بسبب المعركة بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع، حيت استطاع في غضون شهرين قطع الاف الكيلومترات من غينيا الى تشاد على متن دراجته.
و تحدث باري بعدما وصل الى تشاد وأقام فيها لمدة أسبوعين للاستراحة من مشقة الطريق التي قطعها، كما انه خطط للتوجه إلى السودان ومنه إلى مصر.
و شدد قائلا عن معارك السودان :”لم أخش المعارك الدائرة في السودان فقد قلت في نفسي إن الله أعانني على الوصول إلى تشاد وأنا في ضعف، ورجوت الله بأن يعينني أيضا في طريقي من تشاد إلى مصر”.
وأوضح قائلا:”أن مجموعة من أهل الخير في تشاد اشتروا له تذكرة طيران من تشاد إلى مصر، لتجنب خطورة معارك السودان”.
الشاب الغيني الذي ترك زوجته وابنته في بلاده لتحقيق حلمه، وشرع في رحلة صعبة على دراجته الهوائية التي من الصعب تنقل بها عبر البلدان، يشعر بالسعادة لبلوغ هدفه بعد حوالي 4 أشهر من المعاناة و المشاكل و العراقل التي واجهها، وذلك من أجل تحقيق حلمه بعزيمة و ثبات و تحدى نفسه و تحدى الصعوبات و وصل إلى هدفه الذي خطط له منذ زمان.
واختتم محمد الشافعي باري قائلا: “وصلت مصر بسلام ولله الحمد، وأعدت الأوراق اللازمة وقصدت جامعة الأزهر لتسجيل اسمي لديها حيث قبلت طلبي، وجئت الى مصر على دراجتي الهوائية، لكن لو لم يكن لدي دراجة لكنت جئتها سيرا على الأقدام”.

التعليقات مغلقة.