استفاق المواطن المراكشي على واقع زلزال يضرب المجلس الجماعي لمدينة مراكش بسبب استقالات واقالات بالجملة وضعت على مكتب العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، وتغييرات في بعض التفويضات التي كانت ممنوحة لبعض النواب بالمجلس الجماعي، وذلك في مفاجئات مدوية وغير سارة، وتبعث على القلق والترقب، وتضع المجلس الجماعي ومكتبه ولجانه وكل من يدور في فلكه في فوهة بركان.
وفي هذا الإطار فقد علمت الانتفاضة من مصادرها الخاصة باستقالة واقالة عدد من نواب المجلس الجماعي بمراكش والذي تسيره فاطمة الزهراء المنصوري المنتمية الى حزب (البام) والحزب المسير للأغلبية الحكومية.
هذا وقد استقال واقيل من المجلس الجماعي لمدينة مراكش عدد من نواب العمدة فاطمة الزهراء المنصوري مطالبين بإعفائهم من مهامهم التسييرية والتدبيرية، ويتعلق الامر بكل من النائب الثامن (اشرف بورزوق) المكلف بالموارد المالية والمصادقة على صفقات الاشغال و التورديات والخدمات، والنائب السابع (محمد توفلة)، المكلف بتدبير الممتلكات الجماعية بصنفيها الخاص والعام باقتناء التجهيزات الاقتصادية، الى جانب النائب الاول (محمد الادريسي) الذي كان يتجه نحو تقديم استقالته رسميا لأسباب صحية، قبل التراجع عن قرار استقالته، او ربما تراجع لأسباب ما ؟؟؟ ومن جهة ما؟؟؟ ولظروف ما؟؟؟ ولحيثيات ما؟؟؟ ولتوجيهات ما؟؟؟ ولأوامر ما؟؟؟ فمن يدري؟؟؟ فكل شيء وارد في مجلس جماعي لم يقدم الى حدود كتابة هذه السطور ما يتمناه ويترجاه المواطن المراكشي في مختلف المجالات والميادين.
ووفق المصدر ذاتها، فإن النائب الثامن (أشرف بورزوق) قدم استقالته او انه اقيل لأسباب مهنية بعدما تم تنقيله من المديرية الجهوية للضرائب بمراكش، صوب المديرية الجهوية بفاس، مما سيجعله بعيدا عن هموم ساكنة مراكش واحتياجاتها، فيما تقدم النائب السابع (محمد توفلة) باستقالته او انه اقيل لأسباب شخصية.
وتنضاف هذه الاستقالات والاقالات من المجلس الجماعي بمراكش، الى عدد من الإجراءات التغييرية التي بدأت تطرأ على تركيبة المجلس الجماعي، فضلا عن تغيير التفويضات من شخص الى اخر، إضافة الى عزل واقالة النائب (كمال ماجد) عن ممارسة مهامه الدستورية، وتحويل مهام النائبة العاشرة (زبيدة لمشمر) المكلفة بالشؤون القانونية والمنازعات القضائية والشرطة الإدارية، دون ان ننسى تغيير مهام النائب الثاني (عبد الله الفجالي) المكلف بالمساحات الخضراء والتنشيط الرياضي وإعطاء هذه الصلاحيات لكل من النائب الأول (محمد الادريسي)، والنائبة السادسة (عتيقة بوستة).
ونشير في الأخير انه ربما قد تكون لهذه الاستقالات والاقالات التي هزت اركان المجلس الجماعي علاقة بالتدبير اليومي لعمدة المدينة والتسيير الأحادي و الفردي لها حسب المقربين منها، كما انه قد تكون لهذه الجملة من الاستقالات والاقالات علاقة وطيدة ومباشرة بالأشغال الكبرى التي تشهدها شوارع وازقة ودروب المدينة الحمراء، وتصاعد حجم الاحتجاجات اليومية والمتكررة من الساكنة المراكشية على تدني مستوى الأشغال، وعدم تغطية بعض الاحياء وتهميشها، فضلا عن عدم وضوح الرؤية بخصوص الاعتمادات المالية المرصودة لهذه المشاريع، والتي تفوق الخيال العلمي بسبب كثرتها، وما اذا كانت كل هذه المبالغ المرصودة قد صرفت فعلا في هذه المشاريع والبرامج ام لا ؟؟؟ ام ان الامر له علاقة بأشياء أخرى قد تظهره الأيام القادمة لهذا المجلس الذي يبدو انه غير متجانس ويخبط خبط عشواء في الليلة الظلماء، وانه تجري كثير من المياه تحت جسره، وان حاضرة مراكش كتب عليها ان تبقى رهينة للحسابات السياسية الضيقة، والمصالح الشخصية المقرفة لبعض من تمكنوا بقدرة قادر من الإمساك بزمام الأمور في تسيير الشؤون اليومية للمواطن المراكش، ودون ان تأخذهم في المواطن المحلي الا ولا ذمة.
التعليقات مغلقة.