من ليس له هدف في الحياة فليس له حياة ؟؟؟

الانتفاضة / محمد المتوكل
تستعر نيران الحياة وتتقد شراراتها وتتعسر ظروفها وتتشعب طرقها وتتشابك سبلها ولا يكاد الانسان يجد له مخرجا…وذلك بسبب السياسات المتبعة ممن قبل من يسيرون زمام امورنا من اهل الحل والعقد…صعبوا علينا كل شيء واقتادونا نحو “اللاشيء” “واللاغاية ” و “اللاهدف”، وابقونا مرضى القيل والقال وكثرة السؤال واضاعة المال في “الخوا الخاوي وللا ومالي وتقرقيب السطالي”…ليس لنا لا في العير ولا في النفير…جلسنا للأسف الشديد نتابع المباريات الكروية…والافلام الوثائقية والمسلسلات التاريخية والاغاني الهابطة والماجنة والسوقية…بقينا نصارع طواحين الهواء ونجري وراء السراب والابهة و”الهيلمانية” والرغبة في عيشة رغيدة…نركب ابهى السيارات ونعيش في ابهى الفلل والدور والمساكن ونشتغل في ابهى الشركات والمعامل والمصانع ونتلقى ابهى الرواتب واسمنها ونسافر وناكل ونشرب وهكذا دواليك…كل أهدافنا في الحياة هي المأكل والمشرب والمنكح…في الوقت الذي نحن مطالبون بتحديد اهدافنا و “التنييش” عليها و العمل على الوصول اليها وذلك ليس “بالتنوعير والتنوفيق والتكوليس والتخوبير” ولكن بالعمل الجاد والرغبة الجامحة في تغيير العقلية من الجهالة والبسالة الى العلم النافع والتدافع السليم والتوق نحو الأهداف السامية والعالية الصبيب والكثيرة النفع…صحيح ليس هذا معناه ان السعي نحو الاكل والشرب واللباس والسكن والزواج وإنتاج الأولاد والاشتغال وجني المال والعيش في بحبوحة من الرفاهية والسعادة والأجواء اللطيفة والظروف الجميلة…هذا كله ليس عيبا ولا حراما ولكن ليس هو الهدف بعينه لأنه قد يتمكن الانسان “الحيوان الناطق” من تحصيل كل الذي تكلمنا عنه ولكن لن يتمكن من تحقيق ذاته وتقوية نفسه وتطوير ذاته وصقل مواهبه والسعي نحو مدارج العلو والسمو والرقي بمؤهلاته نحو الأفضل…سيبقى الانسان عاجزا امام كل هذه الكماليات والتحسينيات والجماليات ان لم يرسم له هدفا ساميا ومبتغا راقيا في الحياة، لأنه اذا ما ذهب الانسان في هذا الاتجاه فحتما فلن تقوم له قائمة ولن يتمكن من تحقيق ذاته ولا من السمو بها ولا من الرقي بها ولا من تبويئها المكانة الراقية والعالية والسامية وسيبقى حبيس الغريزة والفطرة والاكل والشرب واللباس والنكاح وغير ذلك من الأشياء البديهية، وسيغيب الهدف الأكبر والسامي والعالي وهو المتمثل في السعي نحو الفوز بالدار الاخرة كما يسعى للفوز بالدار الدنيا، لأنه في الأخير هو يعلم يقينا ان الدنيا فانية وانها ستزول لا محالة وسينتهي امره قريبا بإذن الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد…وان المبتغى من هذه الدنيا ليس هو “جمع الفلوس وسافر” ولكن اجمع الزاد الأخروي وسافر من الله وعبر الله والى الله لتعيش حياة السعداء وليس حياة البؤساء والاشقياء الذين عمرو دنياهم وخربوا دينهم واخرتهم.
ان العيش بدون اهداف هو في الحقيقة انتحار واندحار وهبوط نحو البهيمية والحيوانية…”ونوليو حنا بني البشر “ماكاينش” الفرق بينا وبين الحيوانات الا “بلاكارط ناسيونال”…بل للأسف حتى الحيوانات والبهائم خلقها الله تعالى وحدد لها اهداف وهي تسير على تلك الأهداف وعلى تلك النواميس الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا…فوجب على الانسان عموما ان يحدد له اولويات واهداف واضحة ويبتعد عن الاتكالية والأصدقاء السلبيين و”المعكاااااازة” والذين ليس لهم أي اتجاه واي هدف واي مبتغى واي نشاط واي “طايلة فحياتهوم”…فقط “واكلين شاربين ناعسييييين”…”واللي بغا العام طويل” حسب فهمهم القاصر…
ان رسم الأهداف لا يحتاج الى دورات تكوينية في المجال بل يحتاج الى الإرادة والرغبة والعودة الى كتاب رب العالمي وسنة سيد الاولين والاخرين عليه من الله تعالى أفضل الصلاة وازكى السلام.

التعليقات مغلقة.