سمية زوندو/ صحفية متدربة
أضحت مواقع التواصل الإجتماعي الأكثر انتشارا في وقتنا الراهن، لما تعرض من مقاطع فيديوهات تروج للتفاهة، بغية الحصول على ما يعرف ” بالبوز” أو “الشهرة الاجتماعية ” المفترى عليها، وعرفت هذه الظاهرة موجة من الانتقادات اللاذعة من طرف العديد من الناس، ويرجع هذا إلى عامل تدني الوعي والثقافة والمكون الديني السمح.
إن أغلبية الناس يلهثون كل يوم لمشاهدة الفضائح والفيديوهات المنحطة دون ملل ولا كلل، ويجعلون من هب ودب نجما ساطعا يملك الملايين من المتابعين، وكذا المشاهدات على عكس أشخاص آخرين يساهمون في نشر الثقافة الواعية والتشجيع على القراءة والكتابة ونشر القيم والفضائل ولا يحظون إلا بالقليل من المتابعة على حساباتهم، ويرجع هذا إلى قلة المتابعين والزوار لهذه المنصات اللذين يستحسنون متابعة الفديوهات الساخرة والتافهة، والتي لا تقدم ولا تؤخر في نشر القيم السليمة والأفكار البناءة وغرس قيم التسامح والمواطنة المسؤولة والتقاليد الأصيلة والعادت المجتمعية، التي تساير العصر ولا تفرط في كل ما هو اصيل وعريق داخل مجتمعنا المغربي الذي في اصله لا يتعاطى مع كل هذه الشوائب الا مضطرا ومدفوعا من قبل من يخدمون اجندات لا تتماشى مع التربية السليمة والاخلاق الرفيعة التي تربى عليها المواطن المغربي عموما، ويشجعونها عوضا عن متابعة ما هو هادف وصالح ويساهم في رقي المجتمع.
إن الإعلام اليوم أصبح فاسدا الا ما قل ويستحمر الشعب ويستبلده اذ اصبحت هذه الآفة منتشرة كالنار في الهشيم، فبواسطة هاتف ذكي وكاميرا يمكن الوصول إلى العالمية والغنى وحياة الأبهة والرخاء وخلق نموذج وهمي ليس الا في مخيلة المتعاطي لهذه الوسائل، لذلك وجب اخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار والعمل لفك لغز هذه المشكلة، التي تعمل على إرتفاع نسبة الهزالة الاجتماعية والفضائح والكوارث التي تسيء الى المنظومة المجتمعية برمتها، اذ ينصح بمتابعة البرامج التي تستهدف نشر الوعي في صفوف فئة الشباب والمراهقين وحتى الأطفال، وتنبيههم على خطورة هذه الفضاءات وعلى مدى تأتيرها على حياتهم، حيث أن متابعة الحمقى والمشاهير لا يمكن أن يكون الحل الأنفع والأجدر لبناء جيل قوي وواع.
التعليقات مغلقة.