ابتليت الامة المغربية عبر مر العصور بمن لا يحسن لا فن الكلام ولا فن الاصغاء ولا فن الجمع بينهما…فخرجت لنا اجيال من الذين لهم باع طويل في فن الأدلجة ودغدغة المشاعر واللعب على الحبال كالبهلوان الذي يرقص رغبة في اضحاك الاخرين وليس الاستمتاع بالدور الذي يقوم به، هؤلاء هم ما يسمى بالسياسيين الذين يتقنون فن الالهاء ولغة الخشب بأنواعه ويحاولون جاهدين الابقاء على عناصر التشويق في أقاويلهم بل قل اباطيلهم وترهاتهم وخزعبلاتهم وديماغوجيتهم البلهاء وحماقاتهم الموغلة في البؤس والديموحرامية والديماغوجية والديموكراسية التي لاتسمن ولا تغني من جوع للأسف الشديد، فالسياسيون على مر تاريخ المملكة الشريفة إلا ما رحم ربك لا يستطيعون فك رموز السياسة ولا اشاراتها ولا شفراتها بل وكانوا ولازالوا يقدموا لنا الدروس البايخة والبايتة بدون روية ولا منهجية ولا صراط مستقيم، فهم كانوا وبقوا ولازالوا لا يميزون في حركاتهم وسكناتهم بين السياسة المنبثقة من النجاسة والحاملة لكل صنوف الوساخة والعطانة والرائحة الكريهة والتي اعطت ولا زالت تعطي الروائح الكريهة وبين السياسة التي تروم الإنعتاق من النجاسة كما قلنا الى النخاسة الموغلة في البهائمية والموحشة وحشة ما نحيا عليه من كوارث بشرية وأزمة في الخطاب والتوجه والمستقبل المشرق، سياسيونا مع الاسف كل ما يتقنونه هو فن الزعيق والنعيق والشهيق المخلط ين النجاسة العطنة والمؤدي الى النخاسة المنثنة فضلا عن البحث عن كل المخارج المؤدية الى المصلحة الخاصة بدون أن يتمعر وجههم يوما بأن ما يقومون به إنما هو مسلسل لإلهاء ابناء الوطن والضحك عليهم والتقلقيل عليهم فضلا عن الضرب فوق الحزام وتحته من اجل المصلحة الضيقة ضاربين عرض الحائط كل القيم والمثل العليا والمبادئ، لأن عبر مر الزمان والعصور في بلادنا لم يتم انتاج نخب سياسية قادرة على العطاء وتفضيل مصلحة الشعب والدفاع على قضاياه الكبرى والمساهمة في تنويره وتوعيته وتقديم النموذج الافضل من السياسة الرشيدة والتدبير المعقلن والرغبة في تقديم النموذج الامثل للسياسة المنبنية على تقديم مصلحة الامة وقضاياه الكبرى ومحاولة اعطاء النموذج السليم في التدبير الحسن والتسيير المعقلن وليس السيبة التي نراها الان في مختلف الاحزاب السياسية والفوضى العارمة التي تنخر الجسم الحزبي المنشق على نفسه، طبعا هناك استثناءات لكن الغالب الاعم من السياسيين والذين يحاولون تقديم برامجهم السياسية ومشاريعهم في هذا الاطار لكن تبين ان هناك مؤامرة نثنة ومقصودة لإلهاء الشعب وتقديم الفتات الذي لايسمن ولا يغني من جوع، مما اعطانا امة تلعن السياسة والسياسيين وكل كلمة تكرر فيها حرف السين، لانها حسبه مبنية على المصالح الضيقة والحزبية النثنة والقبلية المقيتة ولا تخدم مصالح المغاربة على الاطلاق بل تخدم اصحاب المصالح من السياسيين الذين اتخذو من السياسة حرفة من اجل تفقير الشعب وتجويعه وتحويله الى قطيع يقول نعم فقط ولا يقوى على قول العكس، فالسياسة المبنية على مثل هذه الكوارث والمطبات لا يمكن ان تعطينا شيئا اسمه السياسة النظيفة والمتزنة والقريبة من الامة والخادمة لمصالح الشعب اولا واخيرا، فهذا ما اعطانا سياسة تنطلق من النجاسة لتصل الى النخاسة في اخراج عجيب وغريب لا يقدم ولا يؤخر في امة مغلوبة على امرها في الحال والمال.
التعليقات مغلقة.