للمرة الأولى في تاريخ مصر، يجري تسلم وتسليم السلطة بين رئيسين للجمهورية، فقد أدى الرئيس المصري المنتخب، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية، وذلك بمقر المحكمة الدستورية العليا بحضور أعضاء الجمعية العامة بالمحكمة، برئاسة المستشار أنور العاصي، رئيس المحكمة الدستورية العليا بالإنابة، وكذلك بحضور الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور المنتهية ولايته، بينما تبدأ احتفالات التنصيب في المساء بقصر القبة بحضور عدد كبير من رؤساء الدول العربية والأجنبية.

وقال السيسي في القسم: “أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الوطن، وأحافظ على سلامة أراضيه”.

وكانت المراسم قد استهلت بالسلام الجمهوري المصري، تبعته تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة قصيرة للمستشار ماهر سامي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، ثم كلمة للمستشار أنور العاصي، رئيس المحكمة الدستورية بالإنابة، تلتها تلاوة الرئيس الجديد للقسم، إيذاناً بتسلمه سلطات رئاسة الجمهورية.

وتلقى السيسي بعد ذلك التهنئة من الحضور قبل أن يتوجه برفقة المستشار عدلي منصور إلى قصر الاتحادية بحي مصر الجديدة لحفل التسلم والتسليم، حيث يوقع السيسي على وثيقة تسلم السلطة.

وبالإضافة إلى أعضاء المحكمة الدستورية العليا والمستشار عدلي منصور، أدى السيسي القسم بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب وأعضاء حكومته، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، والعديد من الشخصيات العامة والسياسية، يتقدمهم نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدولة العربية، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين.

يأتي هذا بينما شددت أجهزة الأمن على التصدي بكل قوة لأي محاولات لإفساد مراسم التنصيب، فيما توالى وصول الوفود الدولية والعربية إلى قصر الاتحادية لحضور مراسم التسليم والتسلم.

واستكمالاً لتأمين الاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد، أغلق الأمن المصري مداخل ميدان التحرير، ونشرت المدرعات وطوقت المداخل الحيوية بالأسلاك الشائكة، كما نصبت بوابات إلكترونية على مداخل الميدان من اتجاهي عبدالمنعم رياض وطلعت حرب لتفتيش الوافدين للاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد.

يذكر أن السيسي حقق فوزراً كاسحاً في الانتخابات التي أجريت في أواخر مايو الماضي وحصد 96.91% من الأصوات الصحيحة مقابل نحو 3% فقط لمنافسه الوحيد السياسي اليساري حمدين صباحي.

أداء الرئيس المنتخب للقسم ليس الأول من نوعه، فضمن تاريخه العسكري السابق، أدى عبدالفتاح السيسي أول قسم له عام 1977 بعد تخرجه من الكلية الحربية.

ومنذ وصوله إلى أعلى منصب في وزارة الدفاع، أدى السيسي القسم ثلاث مرات: القسم الأول كان أمام الرئيس المخلوع محمد مرسي في أغسطس 2012، أما القسم الثاني فكان أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور في يوليو 2013 بعد الإطاحة بمرسي، أما القسم الثالث فكان أيضاً وزيراً للدفاع ضمن الحكومة الحالية برئاسة إبراهيم محلب في مارس 2014، ليكون قسمه رئيساً للجمهورية هو الخامس في تاريخه.

وتوجه السيسي بعد ذلك إلى قصر الاتحادية، حيث يقام حفل تنصيبه بحضور ضيوف من رؤساء وزعماء دول عربية وأفريقية وغربية.

كما يشارك رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس المجلس الوطني الشعبي بالجزائر ونائب أول رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي ووزراء خارجية الإمارات وعُمان وموريتانيا وتونس والمغرب.

وتشارك في حفل التنصيب وفود متفاوتة المستوى، حيث يشارك كل من ملكي البحرين والأردن وأمير الكويت ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الصومال وولي عهد السعودية وولي عهد إمارة أبو ظبي ومبعوث شخصي لسلطان عُمان ونواب رؤساء العراق وجزر القمر والسودان وجنوب السودان.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن السفير القطري في مصر سيف بن مقدم البوعينين عاد إلى القاهرة السبت ويشارك مع السفراء في الاحتفال.

ومن الجانب الأفريقي يشارك رؤساء جمهوريات غينيا الاستوائية وتشاد وإريتريا ومالي، ونائب رئيس جمهورية السودان، ورئيسا وزراء سوازيلاند وليبيريا، ورئيس مجلس النواب في الغابون.

وعلى المستوى الدولي يشارك كل من رئيس جمهورية قبرص ورئيس البرلمان الروسي ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان (التي وجهت الدعوة إليها، على الصعيد الثنائي وبوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي) ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة ووزير الصناعة والتكنولوجيا المعلوماتية الصيني ونائب وزير خارجية إيران لشؤون الشرق الأوسط وتوماس شانون مستشار وزير الخارجية الأميركي ممثلا عن رئيس الولايات المتحدة.

ويتولى السيسي رئاسة مصر وفي انتظاره العديد من التحديات، بعضها كان سببا من وجهة نظر السيسي نفسه للانقلاب على الرئيس محمد مرسي. ويأتي في مقدمة التحديات تردي الأوضاع المعيشية لكثير من المصريين وتبدد كثير من الآمال التي علقت على ثورة 25 يناير يضاف إلى ذلك فقدان الأمن. 

وسيشهد قصر القبة، مساء الأحد، احتفالية من المقرر أن يحضرها ما يناهز 1200 مدعو، يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري ومحافظات مصر، تبدأ مراسمها بعزف السلام الوطني، ثم تلاوة آيات من القرآن، يعقبها إلقاء الرئيس المنتهية ولايته عدلي منصور كلمة قصيرة، يوجه بعدها الرئيس السيسي خطاباً إلى الأمة.