الانتفاضة مراكش
على ضوء ما يسري بالمدينة الحمراء من تفشي وباء كورونا (كوفيد 19)، والارتفاع المضطرد لعدد الإصابات والحالات الحرجة، وعدد الوفيات، والاكتضاض المهول في جل المستشفيات سيؤدي لاقدر الله إلى كارثة إنسانية، وخاصة في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها جل المستشفيات بالمدينة الحمراء، من نقص فظيع في الأطقم الطبية، وخصاص مهول في الأسرة والمعدات الطبية، والتجهيزات والأدوية، فهذا التدهور الخطير، وهذا العجز الكلي لحالات هذه المستشفيات سينذر بإفلاس محقق للمنظومة الصحية ككل.
فأمام الوضعية المأساوية وحالات الرعب الذي ما فتئ يعيشه المواطن المراكشي، في ظل تفشي هذه الكارثة، وهذا يحيلنا إلى طرح سؤال قوي على سيادة الوالي بصفته ممثلا لجلالة الملك، والقائم على أمور هذه الجهة، حول علمه بأن أكثر من 12 عشر طبيبا بالمديرية الجهوية للصحة يأخذون رواتبهم من عرق هذا المواطن الذي يموت في مستشفيات تدعي السهر على مصلحته، وهي التي أصبحت الوباء نفسه.
فالطبيب على حد علم هؤلاء المساكين، سيادة الوالي، وجد ليضمد جرحهم النفسي قبل الجسدي، ويقدم خدمته للمرضى، عوض القعود في المكاتب المكيفة، ومعظم المراكز الصحية، وخاصة منها منطقة 44 بدون طبيب، اللهم إلا من بعض الحقن والدواء الأحمر ..
فالطبيب سيادة الوالي يشارك زملائه في حربهم المستميث ضد هذا الفيروس القاتل، الذين أقسموا اليمين على حماية المواطنين قدر استطاعتهم، ويلقون بأنفسهم في التهلكة دون الالتفات لحالهم، وهم على الجبهة مقاتلون لأكثر من خمسة أشهر، دون كلل أو ملل أو تعب.
لكن الطامة الكبرى في هؤلاء الأطباء الكسالى الذين يختبؤون خلف الجدران، وحال لسانهم يقول لزملائهم “اذهبوا وقاتلوا الوباء دوننا، ودعونا نحن نائمون”.
ومن أجل كل هذا وذاك، نتوجه إليكم بسؤال هؤلاء المرضى ومعهم الشارع المراكشي الذي يتسائل ..
ألم يحن الأوان سيادة الوالي لتقديم استقالتكم ..؟
التعليقات مغلقة.