تجمع عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم الجمعة 12 يوليوز2013، أمام احد مساجد القاهرة مطالبين بعودة رئيسهم الذي عزله الجيش, وذلك في أجواء من التوتر السياسي الشديد.
ودعا مناهضو مرسي بدورهم إلى تظاهرة حاشدة في ميدان التحرير مساء تتزامن مع موعد الإفطار.
وظهرا, كان الحشد كبيرا أمام مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر، وهو مكان يحتله أنصار مرسي منذ نحو أسبوعين.
وحمل المتظاهرون الإسلاميون الذين أتوا من مناطق مختلفة مصاحف في يد وعلم مصر في يد أخرى وهاجموا الجيش مكررين التعبير عن ولائهم لمرسي, وفق مراسل فرانس برس.
وقال إبراهيم محمد الطالب المتحدر من محافظة الشرقية في منطقة الدلتا “أنا واثق بان مرسي سيعود إلى منصبه. كل ظلم له نهاية”.
وأعلنت السلطات المصرية الجديدة أن الرئيس المعزول “في مكان امن” و”يتلقى معاملة حسنة”، علما بأنه لم يظهر علنا منذ توقيفه في غمرة عزله في الثالث من تموز/يوليو.
وفي هذا السياق, طلبت المانيا من مصر الجمعة “وضع حد لكل الإجراءات التي تحد من حرية تحرك مرسي”. وكانت الولايات المتحدة حضت مجددا الخميس الجيش والسلطات الانتقالية على وقف الاعتقالات التعسفية بحق أفراد الإخوان المسلمين معتبرة أن هذا الأمر سيساهم في تصعيد الأزمة السياسية.
وقال المسؤول في جماعة الإخوان صفوت حجازي مخاطبا المتظاهرين أمام رابعة العدوية “سنواصل المقاومة. سنبقى شهرا, شهرين وحتى عاما أو عامين إذا استدعى الأمر. لن نرحل من هنا قبل عودة رئيسنا”.
وإذ رفض العملية السياسية التي بدأتها السلطات الجديدة، كرر مطالب جماعة الإخوان التي تتلخص في عودة فورية لأول رئيس ينتخب ديمقراطيا وإجراء انتخابات تشريعية وتشكيل لجنة تكلف وضع مشروع مصالحة وطنية.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من حي مدينة نصر, بدا ميدان التحرير شبه خال باستثناء عشرات من المتظاهرين يستمعون الى خطبة الجمعة. فموعد الحشد الكبير هو مع حلول الافطار.
ومجددا, برزت مخاوف من تجدد العنف في الشارع مع هاتين التظاهرتين المتقابلتين وخصوصا بعد تلك التي خلفت نحو مئة قتيل منذ عزل مرسي الذي اتهمته المعارضة بالانحراف عن مبادئ الثورة التي أطاحت بحسني مبارك وبالإخفاق في قيادة البلاد والسعي إلى تحقيق مصالح الإخوان دون سواهم.
وسط هذه الأجواء, بدأ شهر رمضان هذه السنة في مصر البلد الأكثر اكتظاظا في العالم العربي مع 84 مليون نسمة. ولم تعلق المصابيح الملونة التقليدية التي عادة ما تزين المنازل والشوارع, والأسواق التي عادة ما تكون مكتظة بدت الحركة فيها خفيفة.
وليلا قتل ضابط في الشرطة وأصيب آخر في هجوم على نقطة تفتيش في سيناء (شمال شرق) وتعرض مركز شرطة لهجوم في مدينة العريش على أيدي مسلحين بحسب السلطات.
وتشهد سيناء مشاكل أمنية بانتظام منذ سقوط نظام حسني مبارك في 2011 تضاعفت منذ عزل مرسي.
وصباح الإثنين قبل أيام من بدء شهر رمضان، قتل 53 شخصا وأصيب مئات بجروح في صدامات دامية خلال تظاهرة مؤيدة لمرسي أمام دار الحرس الجمهوري.
ودان الإخوان المسلمون “مذبحة” ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين في حين قال الجيش انه تعرض لهجوم من قبل “عصابات إرهابية”.
وما زاد من نقمة الإسلاميين على السلطات الجديدة إصدار النيابة العامة الأمر بتوقيف المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع بتهمة التحريض على العنف في الحوادث الخطيرة التي وقعت الاثنين.
وتستمر المشاورات لتشكيل حكومة يتولاها حازم الببلاوي رئيس الوزراء الذي عين مطلع الأسبوع.
والمهمة الأولى للببلاوي هي تسيير العملية الانتقالية التي أطلقها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وتنص على تبني دستور جديد وتنظيم انتخابات تشريعية في مطلع 2014.
ورفض الإسلاميون هذه العملية وينتقدها العلمانيون المناهضون لمرسي الذين قالوا أنهم سيقترحون تعديلات
التعليقات مغلقة.