يشكل تدشين مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تدشينه يوم الخميس 11 يوليوز 2013، بمستشفى الرازي بمدينة سلا ، النواة الأولى لجيل جديد من البنيات الاستشفائية التي توفر العلاجات الضرورية للمصابين بأمراض نفسية من هذه الشريحة، وتعزز بالتالي أداء المنظومة الصحية بالمملكة.
ويعكس تدشين جلالة الملك لهذا المركز الذي أنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تجليا جديدا لإرادة جلالته تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، وكذا تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها، وخاصة في مجال الصحة النفسية والعقلية.
كما يتماشى تدشين جلالة الملك لهذا المركز مع مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة (فاتح يوليوز 2013 بمراكش)، والتي قال فيها جلالته “.. لنؤكد حرصنا الموصول على جعل النهوض بقطاع الصحة من الأوراش الحيوية الكبرى، إيمانا منا بأن حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة، وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة”.
وبالفعل، فإن مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد الوطني، سيمكن من تنويع باقة عرض العلاجات النفسية من خلال نهج مقاربات بديلة لاستشفاء المسنين على وجه الخصوص، حيث سيقدم من خلال فضاء مغاير لمؤسسة العلاج النفسي، برنامجا نهاريا للعلاجات والتتبع المناسب للأشخاص المسنين الذين يعانون من اضطرابات نفسية
كما سيوفر هذا المركز الذي عهد بإدارته لمستشفى الرازي بدعم من جمعية “سيلا”، فضاء مناسبا للتكوين والتدريب الأكاديمي في الطب النفسي للأشخاص المسنين، وذلك بفضل المنهجية الجديدة التي سيعتمدها في علاج الأشخاص المصابين بأمراض نفسية.
ويعتبر إحداث هذا المركز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن خطوة جديدة في مسار توفير الحماية الصحية والسهر على راحة الأشخاص المسنين الذين توليهم المؤسسة أهمية قصوى ضمن برامج عملها، وتسعى إلى تحسين ظروف عيش المعوزين منهم، وكذا مواكبتهم من خلال تدابير تشاركية ومندمجة ومستديمة وذات وقع قوي على التنمية البشرية.
كما يشكل إحداث مؤسسة محمد الخامس لهذا المركز محطة جديدة في إطار برنامج عمل المؤسسة الهادف إلى دعم قطاع الصحة الوطني وتحسين جودة البنيات العمومية الطبية ومعداتها لولوج أفضل للخدمات الطبية من طرف الساكنة المعوزة، لاسيما من خلال مشاريع ذات مقاربة اجتماعية تكميلية.
وبالفعل، يعتبر ولوج المعوزين للعلاجات الطبية، من ضمن أولويات مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعمل على عدة أصعدة في إطار شراكة مع وزارة الصحة، لتعزيز أداء المنظومة الصحية الوطنية.
ففضلا عن تقوية قدرات المستشفيات العمومية من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، شرعت المؤسسة في بناء وتجهيز عدة وحدات متخصصة في علاج المصابين بحروق و المصابين بداء السرطان، وفي مجال الولادة، وهي الوحدات التي مكنت من تعزيز إمكانيات الاستقبال للبنيات القائمة، والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين.
وتماشيا مع نفس النهج، ومساهمة منها في تعزيز حجم الموارد البشرية للقطاع الطبي، أنشأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، كذلك، مركزين لتكوين الأطر الصحية.
ويشتمل مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، الذي شيد على مساحة مغطاة قدرها 1100 متر مربع، على مستشفى نهاري للفحص الطبي النفساني التقليدي، ومجموعة من القاعات مخصصة لأنشطة تنمية الإدراك والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي والعلاج النفسي والعلاج بواسطة الموسيقى والرعاية والاستضافة والراحة، فضلا عن فضاءات للعيش والأنشطة الترفيهية.
ولا شك أن إحداث هذا المركز سيواكب الجهود الرامية إلى تلبية حاجيات شريحة المسنين في الولوج إلى العلاجات الصحية، كما سيعزز المبادرات الرامية إلى تعزيز العرض الخاص بالطب النفسي بالمملكة حيث تشير آخر الإحصائيات المرتطبة بهذا المجال، إلى أن الاستشارة الطبية النفسية والعقلية بالمؤسسات الصحية الأساسية توجد في 83 مؤسسة استشفائية فقط،أي ما يمثل 0,25بالمائة من المؤسسات الصحية الأساسية مقابل0,61 على الصعيد الدولي.
التعليقات مغلقة.