الانتفاضة // أيوب الرضواني
أهلا ومرحبا بكم في أولى حلقات سلسلة “أحرار يا دولة”.
أحرار نموذج الوصولية والانتهازية وخليط عجيب من “بّابك صاحبي” مع “سعدات لي عنده خالته في العرس”، بنكهة البيتسون ومذاق “زْرب عليه غْمق عليه”.
أحرار التي عينت نفسها أستاذة في معهد هي مديرته دون سن ولا عتبة وفي مباراة شاركت بها لوحدها وأشرفت فيها على نفسها، وصححت نتائجها…
غادي تتعرفو عليها مزياااان في هذه السلسلة، وستتأكدون أنه ما كاين لا فنانة لا هم يحزنون في أجمل بلد في العالم. الأغلبية الساحقة مجموعة من الضباع الانتهازية، تتصيد الفرصة للنيل من “جثـ.ـة” “هنا وطن”، وحلبه ما استطاعوا لذلك سبيلا!
الجزء 1، كتب في الفاتح من أبريل 2024
سْبعْ صْنايع…ورزق الشعب ضايع!
الممثلة في مسلسلات وأفلام فيصل العرايشي الماسك بتلفزيون المغاربة منذ 1999، القاضية في برنامج مداولة، الحَكَمة في برنامج الأحماض المغربية (ستانداب) ومديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لبست بِزة مهندسة معمارية/طبوغرافية ودخلت مركز التفتح الفني والأدبي لتصوير المبنى وأخذ قياساته!
مركز التفتح الفني والأدبي بحي المحيط وسط الرباط، والذي تقدر قيمته بعشرة مليارات سنتيم، مؤسسة عامة لتقديم الدعم المدرسي والتنشيط مجانا ل1500 تلميذ من أبناء المدرسة العمومية.
“أم الأربعة والأربعين منصبا” أُعجبت بمركز أولاد الشعب، وقررت ضمه لمعهد النشاط والمسرح، فأطلقت سلسلة أحداث ما قبل الكارثة:
1- هاتفت المهدي بنسعيد الفرنسي الجنسية، وزير ما يُعرف بالثقافة، أحد أعضاء الرئاسة الجماعية لحزب التراكتور وحامل حقيبة المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة سابقا (سابقا تعود على حمل الحقيبة!).
2- بنسعيد التقط الطلب ساخنا وتوجه به طازجا صوب الوالي اليعقوبي لنيل موافقة أُم الوزارات.
3- بعد نيل التأشيرة، بعث بنسعيد بالطلب عبر البريد المضمون لمول النموذج التنموي (شكيب بنموسى) الحامل كذلك للجنسية الفرنسية، الملكلف بإدارة مسألة التعليم، السفير السابق، وزير الخارجية الأسبق ورئيس شركة صوناصيد الأسبق-بق-بق….نحن نغرق رق رق!
4- بنموسى، وكما هي عادة الوزراء التقنيين، تحول ل”آلة توقيع” وأشّر على عقد شراكة بين مركز أولاد الشعب ومعهد أولاد بابا وماما، تمهيدا لأكل الثاني للأول كما هو دأب أجمل بلد في العالم.
المشكلة ليست في الحاجة لتوسيع معهد المسرح والنشاط باعتباره منبِث العديد من نجوم السينما والمسرح الفائزين بجوائز عالمية! وإلا لكانوا استغلوا مبنى “معهد الفنون والرقص” المحادي لمسرح محمد الخامس، والذي أُنفقت في تشييده عشرات المليارات ولا يزال مبنى أشباح لا تسمع فيه تلوازاً!
المُعضلة في عقليات وسياسات المُتسلطين على إدارة جزء من الشأن المحلي في بلاد الإثنا عشر قرنا!
من جهة، ينسخون دلع الحياة الشخصية لمجال السياسة والخدمات العامة، فيرغبون في المبنى الفلاني أو المشروع العلاني ليس لجدواه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولكن فقط لإرضاء طموح عظمة فارغ أو وحم نسائي عابر!
من جهة أخرى، يُكرسون سياسات طفت على السطح بشكل هائل مع مجيء أكوا حكومة، في نسف وتخريب الخدمات العمومية (المجانية) خصوصا ما تعلق منها ببناء الإنسان من صحة وتعليم.
منذ مجيء مول النموذج التنموي على رأس التعليم، رفعت الوزارة يدها عن عشرات البقع الأرضية والمدارس العمومية، فاسحة المجال لحيتان القطاع الخاص لشفط ما تبقى من يابس…أما الأخضر فالتهموه منذ انسحاب فرنسا عسكريا قبل سبعة عقود.
ليبقى السؤال المحوري المطروح: فين وصل “المؤشر”؟ طالع ولاّ نازل؟ إلى نازل كيفاش نحافظوا على هذا المكسب الاستراتيجي الكبير؟ وإلى طالع، ما هي السُّبل لتجاوز هذا المأزق الوجودي الخطير؟
للقصة بقية….