الانتفاضة // محمد المتوكل
في سياق المعاناة اليومية والتي تعيش على يومياتها عاملات وعمال معمل “سومية”، والذي ادار ظهره لمطالب الشغيلة المراكشية التي تعيل اسرا وليس لها مورد رزق الا من خلال هذا المعمل، عبر فرع المنارة مراكش الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن قلقه للأوضاع الصعبة والمأساة التي يعيشها حوالي 500 عامل وعاملة بشركة “سوميا” التابعة لمجموعة “كريسبوا”.
وقالت الجمعية في رسالة وجهتها إلى كل من وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والتشغيل والكفاءات، والي جهة مراكش – آسفي، والمندوب الجهوي لوزارة التشغيل بمراكش، أن العمال وعاملات “سومية” لم يتوصلوا بمستحقاتهم الأجرية منذ أربعة أشهر، وتوقفت استفادتهم من التغطية الصحية مع بداية شهر شتنبر الجاري، مما زاد من معاناتهم بعد توصل العديد منهم بإنذارات من المؤسسات البنكية لأداء أقساط ديون السكن أو الاستهلاك، مما جعلهم يعيشون أوضاعًا اجتماعية مرعبة، خاصة مع متطلبات الدخول المدرسي التي تحتاج إلى إمكانيات مالية.
وأضافت الجمعية، أن مالكي الشركة قد بدأوا في بيع بعض الأصول العقارية بطرق مشبوهة، ويبدو أنهم يسعون للتنصل من حقوق الشغيلة وإنكار حقوقهم الشرعية والمشروعة، وأن الشركة أوقفت دورة الإنتاج، رغم توفرها على المواد الضرورية والطلبات المسبوقة الدفع من طرف الموردين، مما يدل على نية أصحاب الشركة في تصفيتها وبيع أصولها العقارية، مع التنكر لأبسط حقوق العمال، علما أن أغلبهم قضى فترات طويلة في العمل قد تصل إلى 38 سنة.
وطالبت بالتدخل الفوري لإنصاف الشغيلة وضمان حقوقهم العادلة، الشرعية والمشروعة، المكفولة وفقا للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعديد من اتفاقيات منظمة العمل الدولية، والقانون الاجتماعي المحلي، داعية إلى العمل الجاد لتفادي كارثة اجتماعية وتشريد العاملات والعمال، وتجنب طول المساطر الإدارية والقضائية التي غالبًا ما لا تلبي حقوق الشغيلة.
وجددت مطالبتها بإلزام الشركة التي راكمت أرباحا طائلة باستئناف دورة الإنتاج وتسوية المستحقات الأجرية المتوقفة منذ 4 أشهر، والعمل على تسوية وضعية العمال تجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لضمان استمرارية التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، والتدخل لوقف أي عملية بيع للأصول العقارية، خصوصا أن المصنع ومرافقه، سواء لتخزين المواد الأولية أو المصنعة، يمتد على مساحات عقارية كبيرة وقادرة على تسوية وضمان كل حقوق العمال.
جدير بالذكر، أن هذه الشركة من أقدم الشركات في مجال الصناعات الغذائية، خاصة المصبرات الموجهة للتصدير إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ويقع مقرها الإداري ومعاملها ومخازنها في الحي الصناعي القديم بمراكش على مساحة واسعة، مما جعلها أكبر مصنع للمصبرات في المدينة، تشغل يدا عاملة مهمة يصل عددها في ذروة الإنتاج إلى ما يتجاوز 1000 عامل وعاملة.
بقي ان نشير الى انه لحدود كتابة هذه السطور لا زال عمال وعاملات معمل “سومية” للمصبرات بمراكش يعانون الامرين بع توقف رواتبهم لمدة تفوق اربعة اشهر بدون ان يحظوا بفرصة الحوار مع مدير المعمل الذي يبدو انه لا زال مصرا على اطالة امد الازمة بينه وبين عماله والذين افنوا زهرة عمرهم في هذا المعمل.