الانتفاضة // متابعة
قال المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، إن الهجرة الجماعية بمدينة الفنيدق، تسائلُ الحكومة وما شهدته الدولة من تراجعات على المستوى الاجتماعي، وما تتبناهُ من سياسات تنمويةٍ غيرِ ناجعة، وما سطرته من برامج اقتصادية واجتماعية لا تستجيب لطموحات وآمال فئات عريضة من المجتمع المغربي، وخاصة الفئات الفقيرة والفئات الهشة التي تتطلب دعما اجتماعياً استثنائيا يناسب حجم الأسعار الملتهبة وتراجع الاستهلاك عند الأسر المغربية.
وأكد المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين في بلاغ له أصدره عقب لقائه الجهوي، أن الحل لا يمر بالضرورة عبر البعد الأمني وحده، بل يجب على الحكومة وممثلي الدولة فتح أبواب الحوار والتواصل وحسن الإصغاء للتنظيمات المهنية وممثلي الساكنة والابتعاد عن سياسة التعالي، وانتهاج مبدأ الديمقراطية التشاركية لإشراك الجميع دون إقصاء أي جهة في جميع القرارات التي تمس حياتهم ومعيشهم اليومي.
واعتبر المكتب الجهوي، ضمن البلاغ ذاته، أن مدينة الفنيدق – التي كانت تعد خزانا تجارياً يوفر ويشغل عدداً هائلاً من اليد العاملة وما رافقها خلال السنوات القليلة الماضية من أزمات حادة بعدما أُغلق باب سبتة وتوقفَ التهريب المعيشي – تُعتبر واحدة من المدن الحدودية التي تتطلب تدخلاً عاجلاً واهتماماً استثنائياً ورعايةً خاصةً كي لا تنحدر لتصبح بؤرةً للعاطلين ومرتعاً للمهمشين وملجأ لكل مَن يريد تنفيذ أجندةٍ مشبوهة تُسيئ لبلدنا ولسُمعتِه وكرامتِه
وأوضح البلاغ أن المشاريع الكبرى التي أنجزتها الدولة بالجهة كان لها أثر إيجابي كبير، ومنها الميناء المتوسطي الكبير “لكننا لحد اليوم لم نشهد انخراطاً حقيقياً و نتائج ملموسة للبرامج التنموي تتناسب و مجاورة هذه المدينة وغيرها من المدن و الجماعات الترابية المجاورة لهذه المعلمة الاقتصادية الضخمة، بل يظل ذلك دون التطلعات المنتظرة، حيث توقعنا أن يساهم في تأهيل يد عاملة مهنياً وتوظيف طاقاتٍ وشباب من هذه المناطق مِمن يتوقون للعيش الكريم خاصة منهم حملة الشهادات العليا..”.
وشدد على أن هذا حدث الهجرة الجماعية يُحيلُنا على ما يشهده بَلدُنا من هجرات فردية وجماعية للأطر والكوادر المؤهَّلَةِ مهنياً من فئات متعلمة في ميادين عدةٍ سواء في مجال الاقتصاد أو في مجال الطب والهندسة والتكنولوجيا، وهو ما يسائل الحكومة والهيئات السياسية والمجتمع المدني عامة حول مشاريع التنمية اللازمة والضرورية للحد من هجرة الأدمغة والأطر المؤهلة علمياً ومهنياً وتوقيف نزيفها.
إثر ذلك دعا المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين، الحكومة إلى الحد من الاحتقان الاجتماعي وإيجاد الحلول الناجعة لفئات اجتماعية واعدة، خاصة ما يتعلق منها بالفئات الشابة المتعلمة من بينهم طلبة الطب.
وطالب بوضع استراتيجية تنموية مناسبة لتنشيط الاستثمار في مناطق معينة مع التركيز على المناطق الحدودية مثل مدينة الفنيدق لتأهيل الشباب وتشغيلهم للحد من البطالة والهشاشة الاجتماعية.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود من أجل توفير تعليم للجميع وذي جودة ونجاعة للحد من الهدر
التعليقات مغلقة.