وفي هذا الصدد، كشف سيدي اسباعي، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف فرع العيون، عن حجم المعاناة التي تكابدها المؤسسات الإعلامية في جهة العيون الساقية الحمراء وباقي الجهات الجنوبية.
وتابع في تصريحه “تعاني المقاولات الصحفية في هذه المناطق من أزمة اقتصادية خانقة، يأتي في مقدمة أسبابها تراكم الديون المستحقة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، هذا الوضع يضع هذه المؤسسات تحت ضغوط مالية هائلة قد تؤدي بها حتماً إلى شفير الإفلاس، مع ما يترتب على ذلك من إجراءات قانونية قد تصل إلى حد الحجز على الشركات وأرصدتها البنكية”.
وفي خضم هذه الأزمة، يضيف السباعي: “يبدو أن صرخات الاستغاثة التي يطلقها أصحاب هذه المقاولات تذهب أدراج الرياح، فرغم التحذيرات المتكررة من خطر اندثار الصحافة والإعلام الجهوي، والذي يعتبر قناة حيوية للتواصل بين الدولة ومؤسساتها من جهة، وشرائح واسعة من المواطنين من جهة أخرى، إلا أن الاستجابة الحكومية تبدو غائبة أو على الأقل غير كافية لمعالجة الأزمة”.
ووجه اسباعي انتقادات لاذعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، واصفا إياها على خد تعبيره بـ”التقاعس عن القيام بدورها في حماية ودعم قطاع الصحافة الجهوية، فبدلاً من التدخل العاجل لتصحيح هذا الوضع الخطير، يبدو أن الوزارة منشغلة بقضايا أخرى، كعرقلة انتخابات المجلس الوطني للصحافة”، وتشكيل لجنة مؤقتة واصفها إياها بالـ”فاشلة”.
ومن المفارقات التي يشير إليها رئيس فرع العيون للفيدرالية، أن تصريحات الوزير بشأن التفكير في آلية للدعم الجهوي تبدو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، فقد ثبت عكس ذلك عندما عرقلت الوزارة توقيع اتفاقيات دعم جهوية في منطقة الصحراء المغربية، وتحديداً في جهة الداخلة وادي الذهب. على حد تعبيره.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يحذر اسباعي من أن الوضع قد يدفع بعض الصحفيين إلى التفكير في الهجرة غير الشرعية كملاذ أخير للهروب من الأزمة الخانقة التي يعيشونها. وهو ما يعكس عمق المأساة التي وصل إليها القطاع.
ورغم هذه الصورة القاتمة، يؤكد رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف فرع العيون “أن الصحفيين والصحفيات في الجهات الجنوبية الثلاث ما زالوا صامدين في وجه هذه الظروف الصعبة، مقاومين الأوضاع الكارثية التي يمر بها القطاع، إلا أن صمودهم هذا يحتاج إلى دعم حقيقي وفعال من قبل الوزارة الوصية والحكومة بشكل عام”.
واختتم اسباعي تصريحاته بالتأكيد على أن “الحلول المطروحة من قبل الوزارة تبقى حبراً على ورق، وأن المرونة التي يتحدث عنها مسؤولو الوزارة لا وجود لها على أرض الواقع، بل تقتصر على التصريحات الإعلامية وقاعات الاجتماعات المكيفة”.
التعليقات مغلقة.