الانتفاضة/ بقلم : محمد السعيد مازغ
علق ساكنة مدينة الصويرة سابقا الأمل في مجلس جماعي منسجم ، يتحقق على يديه تنمية مستدامة ، ويأتي بمشاريع تخفف من وطأة البطالة ، وترفع الضيم عن الطبقات الهشة التي تمر من الضائقة بفعل غلاء المعيشة ، وغياب فرص الشغل ، فضلا عن حل مشكل النقل الحضري ، والإنارة العمومية ، وتطهير السائل ، وتشوير الطرق وغيرها من المهام التي تدخل ضمن اختصاصات المجلس…
الواضح للعيان:
ـ مشاريع معطلة ، وأخرى لم تتجاوز الرفوف , علما أن احتياجات المدينة كثيرة ، وإكراهاتها متعددة وفي ذات الوقت ليست بالمستحيلة، فالتغلب على مجموعة من المشاريع يتوقف على الإرادة السياسية ، والسياسة الناجعة، ويعتمد في الأساس على استراتيجية حكيمة ومستشارين جماعيين اكفاء ، وقوة اقتراحية، والأهم والأجدر وضع اليد في اليد من أجل غد افضل.
للأسف ومنذ تولي المجلس البلدي الحالي الذي يقوده محمد طارق عثماني وهو يتخبط في عدة مشاكل ، انعكست سلبا على الأداء ، وأفقدته البوصلة حتى يبدو أحيانا كالنملة التي تتعلق في القشة معتبرة إياها مسلكا آمنا من الغرق في الوقت الذي لم يستغل المجلس العديد من المحطات المواتية لتحقيق مكاسب للمدينة وتجاوز المثبطات، وبالتالي الدفع بعجلة التنمية نحو تحقيق قفزة نوعية على مستوى البنية التحتية والخدمات الاجتماعية وغيرها من المهام الموكولة للرئيس ونوابه.
ساكنة الصويرة حين وضعوا ثقتهم في المرشحين كان أملهم في أن يلمسوا التغيير الحقيقي الذي يمحو من الذاكرة ما اعتبروه فشلا دريعا لتجربة المجلس البلدي السابق ، وظلوا يترقبون ما تقدمه الوجوه الجديدة القديمة من خدمات ومشاريع تنموية يسجلها تاريخ مدينة الصويرة بماء الذهب، ولكن ما يقع من اصطدامات وشجارات ومعارك وخصومات بين أعضاء مكتب المجلس البلدي ، يؤكد أن الأيادي امتدت لبعضهم البعض بدلا من أن تتلاحم وتتماسك فيما بينها وتجسد المقولة الشهيرة: ” في الاتحاد قوة “، فكيف النهوض بقطاع حيوي ، وممثلوا الساكنة منشغلين بالقيل والقال ، وبالانتصارات الوهمية على هذا أو تلك ، وبالضرب تحت الحزام ، وكأننا نسترجع الزمن الذي قيل فيه:” أليس فيكم رجل حكيم!؟..
والغريب انه بمجرد ما يقع حدث كبير أو صغير ، ينتشر الخبر كالهشيم داخل الأوساط الصويرية، وتتلقفه بعض الجهات بأريحية معلنة تارة تضامنها ، وتارة استعدادها للدفاع المستميث والضرب على يد العدو عفوا على يد ” المعتدي ” بيد من حديد …وتنسج حول الواقعة الروايات والسيناريوهات ، وتصدر أحكام قيمة خارج منطق الدليل و الشهود و الخبرات الطبية ، وتُزَنَّد نار الحرب زنداً بدون حاجة إلى فتيل أو كحول ، وكأن الاصطدام بين أعضاء المجلس يشفي الغليل ، وينعش الروح، ويخدم المصلحة الخاصة للبعض على حساب العامة. ويزداد الأمر قتامة حين تروج أخبار على ما يجري خلف الكواليس من سلوكات لا علاقة لها بالمصلحة العامة ولا بقيم التسامح والمروءة والأخوة الصادقة، الشيء الذي يدعو مرة أخرى للقول: أليس في المحيط رجل حكيم ، يدخل بالخيط الأبيض ، وينتصر لمصلحة المدينة ولمستقبلها.
التعليقات مغلقة.