المجلس الجماعي للصويرة: الجنازة كبيرة والميت فأر 

بقلم. : محمد السعيد مازغ

الانتفاضة الصويرة 

الاختلاف داخل المجالس الجماعية بين الأعضاء هو ظاهرة صحية رغم ما يصاحبها أحيانا من عنف لفظي وشتائم لا تليق بمقام أشخاص اختارتهم الساكنة لتمثيلهم وقضاء أهم احتياجات اجتماعيا واقتصاديا ورياضيا.. إضافة إلى مهام تدبير المرفق العام وفق استراتيجية تتوخى العمل الجماعي المنظم. وطبيعي أن أي عمل سياسي كيف ما كانت طبيعته داخل المجالس الجماعية تتم مناقشته ، وقد تتباين المواقف بين مؤيد ومعارض، وتختلف الوجهات ، وبذلك فبقدر ما يثير النقاش بعض الحساسيات بين الأعضاء المستشارين بقدر ما يرفع من وثيرة الاشتغال والعمل على تجنب الهفوات التي تستغل من طرف الخصم بغية التشكيك في المصداقية ، و فضح فساد معين.                                                          قاعة من قاعات المجلس لم تكن هادئة هدوء مدينة الصويرة، ولم تكن متسامحة كتسامح ساكنتها الأصليين ، بل كانت الأوضاع متقلبة تقلب رياح الشرقي، بعد اختلاف بين نائب الرئيس وأحد الأعضاء، وهو خلاف حسب مهتمين بالشأن المحلي لا علاقة له بما هو شخصي ، وإنما هو وليد التجاذبات السياسية والخلافات حول مواقف وإجراءات يعتبرها البعض غير مشروعة ، فينتج عن ذلك تصادم بين الأعضاء في غالب الأحيان ، وقد ينتهي الجدال بتبادل السب والقذف، أو المشاداة ، وفي الغالب يختم بالصلح أو باللجوء إلى القضاء.        ما وقع بمجلس جماعة الصويرة للأسف ، يلفه نوع من الغموض ، و ويحظى بالقيل والقال والنفخ في المزامير تحسبا لتأليب الرأي العام وتضخيم حدث طارئ.                                                                                                وللأسف ، اختلفت الروايات وتعددت السناريوهات التي يجترها الشارع ويتناقلها بعفوية ودون تمحيص أو تأكيد من الجهات المعنية ، أخبار تتحدث عن فيلم رعب جرت أطواره بقاعة المجلس الجماعي للصويرة ، أبطاله مستشارون يحظون بسمعة طيبة وأخلاق عالية ، ولكنهم سرعان ما بدلوا جلودهم وأخرجوا أنيابهم ، ونهشوا في بعضهم نهشا حتى سالت الدماء ، وغص مكتب الرئيس بالآهات والصيحات، وفي عز الصراع ، يرفع نائب الرئيس الطاولة بكل ما أوتي من قوة ، ويضرب بها غريمه ، الا ان الأقدار شاءت الا ان تحول اتجاه الطاولة نحو نائبة الرئيس فأصيبت بكسر على مستوى الكتف.. وقد نقلت على وجه السرعة لتلقي العلاج ، وتقدمت بشكاية مرفقة بشهادة طبية مدتها 25 يوما ، وفي الاتجاه ذاته، اصدرت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال بالصويرة بيانا تؤكد فيه أنها وهيأتها ومنظماتها الموازية بعد علمها بحالة الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له نائبة الرئيس المجلس البلدي من طرف أحد نواب الرئيس أثناء اجتماع بمكتب الرئيس على إثر شجار تطور إلى حلبة صراع بين المجتمعين ، أصيبت من خلاله الأخت إلى اعتداء جسدي عنيف نقلت على إثره إلى المستعجلات بالمستشفى الإقليمي وقد كانت إصابتها بليغة ألزمتها الفراش

في المقابل فندت مصادر قريبة هذه الرواية واعتبرتها من نسج الخيال, مؤكدة أن مصدر الخلاف سياسي بين عضوين وليس ما أشار إليه بيان المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال:”بين المجتمعين”، وأن نقاشا تم بين نائب الرئيس ومستشار ، سرعان ما تطور وخرج عن السيطرة ، الشيء الذي دفع برئيس المجلس ومن معه إلى التدخل لفض النزاع, والفصل بين المستشارين قبل أن يتطور إلى مشاداة بالأيدي ، وخلالها تدخلت نائبة الرئيس بدورها للمساهمة في فض الخلاف ، الا أنها اصيبت بكتفها جراء اصطدام بِيَد نائب الرئيس، وهي إصابة لم تكن مقصودة ولا موجهة إليها كما يدعي البعض، فضلاً على أن السيدة النائبة لم تكن طرفا في النزاع الدائر بين المستشارين المذكورين،.                                                          وأشارت المصادر أن الإصابة بفضل الله لم ينتج عنها أي كسر ، وان السيدة النائبة تمتثل للعلاج،.                                                          أخيرا لا يسعنا الا ان نسأل الله الصحة والعافية للسيدة نائبة الرئيس وان تعود لمهامها وهي في عز نشاطها وصحتها ومردوديتها، وان ينتهي الحدث بصلح بين الأطراف المتخاصمة خدمة لمدينة الصويرة التي هي في أشد الحاجة لمن ينهض بها اقتصاديا واجتماعيا….وليس من ينشغل بالصراعات التي لا تشرف المجلس ولا تخدم المصلحة العامة.ولا يسعد بها الا من يتمنى تفجير مكتب المجلس البلدي من الداخل.

التعليقات مغلقة.