الانتفاضة
يفرض معمل عصري يقع في قلب إقليم تاونات، بساحل بوطاهر بجماعة مزراوة، نفسه كرمز للتجديد الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة.
وتأتي هذه الوحدة، الأولى من نوعها لتحويل القنب الهندي المشروع بالمنطقة، والتي تم تدشينها الثلاثاء 10 شتنبر الجاري، من قبل المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، محمد الكروج، في إطار تنفيذ القانون رقم 21-13 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، لتفسح بذلك المجال لسلسلة القنب الهندي المسؤولة والحاملة للفرص.
ويتميز معمل تاونات بوحدة التحويل المتطورة التي يضمها، والتي صممت من أجل الاستغلال الأمثل لمؤهلات القنب الهندي.
وفي تصريح للصحافة، استعرض يحيى عبدي، مهندس في مجال الأغذية والمسؤول عن الإنتاج، مختلف مراحل هذا المسلسل المبتكر.
يبدأ المسلسل بعملية “التشذيب”، حيث يتم فصل السيقان بعناية عن الزهور، يليها فصل البذور التي يتم حفظها بعناية لصناعة مستحضرات التجميل.
وتابع عبدي، أن المرحلة الأكثر أهمية تتمثل في استخلاص “الكانابيديول” من الزهور بفضل تقنية مبتكرة بالمغرب، تتمثل في “ثاني أكسيد الكربون فوق الحرج”، مشيرا إلى أن “هذه العملية تمكننا من الحصول على مردودية عالية من الكانابيديول عالي الجودة.
ويتواصل التحويل عبر الترشيح والتقطير الجزيئي، وهي خطوات أساسية في تنقية وتركيز الكانابيديول. وأخيرا، تتيح البلورة الحصول على الشكل المثالي للكانابيديول من أجل الاستخدام في المكملات الغذائية.
وأكد عبدي، أن “هدفنا يتمثل في إنتاج مستخلصات القنب الهندي بجودة صيدلانية لا تشوبها شائبة، تلبي أكثر المعايير الدولية صرامة”.
ويشكل هذا المجمع الصناعي، الذي تفوق مساحته 3000 متر مربع، محركا حقيقيا للتنمية بالمنطقة. فبالإضافة إلى مساهمته في خلق 25 منصب شغل قار و 300 منصب شغل موسمي، فإنه يفتح آفاقا جديدة للمزارعين المحليين.
من جهته، أفاد فؤاد الشرعي، رئيس تعاونية مزارعي القنب الهندي “SSIDA” بأن هذا المشروع “أعاد الأمل للمنطقة، حيث سيتيح للمزارعين تحقيق مداخيل ثابتة وتحسين وضعهم المعيشي”.
ويقوم المصنع بإبرام عقود تجارية صارمة مع التعاونيات الشريكة. وتنص هذه الاتفاقيات على أنه يتعين على كل مزارع أن يكون حاصلا على الترخيص، وأن يقوم بالزراعة في الأراضي المحددة برمز فريد. كما ينص العقد على إلزامية احترام معايير الإنتاج الصارمة، لاسيما منع استخدام المواد الكيميائية.
وبالإضافة إلى وحدة التحويل، وضع حامل المشروع مشتلا متطورا بهدف ضمان تتبع الشتلات المعتمدة والمختارة ليتم زرعها من قبل الفلاحين.
ويضم المشتل، الذي يعتبر الرئة الحقيقية لعملية إنتاج القنب الهندي، 11 دفيئة.
وأوضح شنتوف مصطفى، المكلف بالمصلحة التقنية “إننا نقوم في هذا المشتل بمضاعفة عدد بذور القنب المستوردة، التي تم اختيارها وفقا لمعايير صارمة للتكيف مع البيئة ومقاومة الأمراض والإنتاجية”.
وتتم مراقبة كل معيار بدقة من أجل ضمان معدل نجاح مثالي للشتلات يتراوح ما بين 80 و 85 في المائة.
وخلال هذا العام، أنتج المشتل حوالي 927 ألف بذرة وشتلة، تم توزيعها على التعاونيات الشريكة التي تغطي مساحة 256 هكتارا. كما تتعاون هذه الوحدة مع 8 تعاونيات تزرع أصنافا محلية “البلدية” ببذورها الخاصة.
ويتم اختيار البذور وفقا لثلاثة معايير رئيسية، تتمثل في التكيف مع البيئة ومقاومة الأمراض والإنتاجية.
ويجسد معمل تحويل القنب الهندي بتاونات، إرادة المغرب في تطوير سلسلة مشروعة للقنب الهندي ومسؤولة، تساهم في خلق القيمة المضافة. ويندرج هذا المشروع ضمن رؤية أكثر شمولية للتنويع الاقتصادي والتنمية الترابية.
التعليقات مغلقة.