الانتفاضة
سبق لباشا سابق لمدينة الصويرة في تصريح له في أحد الملتقيات التنويه بما وصلت إليه مدينة الصويرة على مستوى النظافة، حينها طرحنا استفهاما حول ما إذا كان السيد باشا مدينة الصويرة يرى نصف الكأس الممتلئ ولا ينتبه إلى النصف الآخر ، وتراءى لنا آنذاك أن المسؤول ربما يقضي معظم وقته في مكتبه في الباشوية ، أو في التردد على العمالة وبعض المؤسسات السياحية والمرافق العمومية والساحات العمومية ، ويجهل واقع بعض الأحياء السكنية خاصة تلك الخارجة عن نطاق المحور السياحي. وضمنها حي السقالة، والفرينة ، التجزئة الخامسة، ” ديور الشعبي” ، وغيرها من الأحياء التي لا تلقى نفس الاهتمام والحظوة التي تخصص للمواقع الاستراتيجية بالمدينة وواجهاتها السياحية على الخصوص , وأغلبها أحياء شعبية يمكن عَدُّها بمثابة التيرمومتر الذي تقاس به جودة خدمات شركة جمع الأزبال المنزلية والنفايات التي وقعت عليها صفقة نظافة المدينة ونجاعة أدائها ، بل وأيضاً عاملا من عوامل التقويم التي يكشف من خلالها عن حقيقة التزام الشركة ببنود كناش التحملات ، وفي المقابل ، مدى حرص الجهات المعنية على مراقبة الأشغال والخدمات المنجزة ، وعدم التسامح في كل ما يهدد سلامة وأمن وصحة المواطنين.كثيرة هي المقالات والشكايات التي نبهت لخطورة تراكم الأزبال والنفايات ، وتقاعس الشركة في جمعها في الوقت المناسب ، بل وفي تجهيز الأحياء السكنية بدون استثناء بما يكفي من الحاويات ، الا أن كل تلك الصيحات لم تجد الأدان الصاغية والإرادة الحقيقية لجعل مدينة الصويرة ـ مدينة نظيفة ـ على أرض الواقع، والوقوف عليها كحقيقة ملموسة وليس كخطابات رسمية تغطي الشمس بالغربال ، بهدف دغدغة المشاعر بالتعابير المجازية التي تختلق الأعذار والمبررات، وتبرئ ساحة الشركة ومسؤولياتها في تراكم الأزبال وانتشارها داخل مجموعة من الاحياء السكنية، بل وأيضاً في الأماكن الإستراتيجية بما فيها شاطئ المدينة الذي يؤمه المواطنون والأجانب، مشوهة بذلك المنظر العام ، فضلا عن الأضرار المترتبة عن تخمر بقايا الطعام والنفايات ، وأثرها السلبي على صحة الإنسان ، وعلى البيئة.
والأنكى من ذلك تحول تلك الأزبال إلى قوت يومي تقتات منه مجموعة من الحيوانات وفي مقدمتها الأبقار والأغنام والقطط والكلاب وأيضا أضحت مصدرَ جَذْب للحيوانات الغابوية وخاصة منها الخنازير البرية.
إن من بين الاختلالات المطروحة انعدام الحاويات في العديد من الأحياء و قلتها ، مما يضطر الساكنة إلى وضع أزبالهم أمام البيوت وعلى قارعة الطريق ، كما يساهم بعض أصحاب المحلات التجارية ، والباعة المتجولين في إغراق أماكن تواجدهم بالأزبال ، دون رادع أو ناهٍ، وغيرها من عوامل التخلف واللامبالاة والتي تنتج عنها الروائح الكريهة ، وكثرة الذباب والحشرات، وتنتهي في الغالب بأمراض الحساسية ، وغيرها.فهل الجهات المعنية تمعن النظر في الكأس المملوء ، فالأزبال والنفايات لم تغز الأحياء الشعبية كالسابق ، بل التحقت بها حتى المواقع التي كانت في منأى كحي أركانة ، والشاطئ، أما الغزوة فالحديث ذو شجون ، سيطول ثم يطول ولا حلول ناجعة في الأفق.
التعليقات مغلقة.