في مثل هذا اليوم.. زلزال الحوز.. دروس وعبر.. لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد

الانتفاضة // محمد المتوكل

كانت ليلة مظلمة ومشحونة بالحزن، حيث ضرب زلزال الحوز إقليم الحوز ورزازات وترودانت وشيشاوة .

كانت اللحظات المؤلمة تتسابق وتتلاحق، والأرواح تضيع والقلوب تنزف.
بدأت الأرض ترتعش بعنف، والمباني تتهاوى والأشجار تنكسر.

كانت الصرخات تملأ الهواء، والناس يبحثون عن الأمان والحماية. كان الفزع يسيطر على كل الأقاليم المدكورة، والدمار يلف المنطقة.
تعرضت المنازل والممتلكات للتدمير، وفقدنا الكثير من الأشخاص كانت ليلة مظلمة ومشحونة بالحزن، فقدنا أحبأنا وأصدقائنا. الحزن والألم انتشرا في كل مكان، والأرواح االمتعبة تتلاشى تحت أنقاض البنايات المنهارة.
كانت اللحظات التي شهدها الإقليم والمغرب في ذلك اليوم تحمل الألم والفقدان.

وقد استمرت آثار الزلزال لفترة طويلة، ولا تزال مستمرة الى يومنا هذا.
الناس يحاولون إعادة بناء حياتهم ومواجهة الآثار النفسية والمادية لهذه الكارثة.

مات عدد كبير من الرجا والنساء والاطفال في يوم تاريخي مشهود بالاحزان والالام والفقد الموجوع.

تجند المغرب بشقيه العميق وغير العميق من اجل الانقاذ والمساعدة.

الدواوير المنكوبة شاهدة على التهميش والاقصاء والعزلة والنسيان في بلد له من الخيرات ما الله به عليم.

الطريق الى الدواويلر المنكوبة كان اشبه بالموت لا محالة.

كرم السكان المنكوبون كان اكثر من ان يحس الزائر الى المنطقة بان القوم منكوبون.

تحركت الدولة بكل اطيافها لكن لا زالت التداعيات مستمرة مع السكان الى يوم الناس هذا.

تحرك الاعلام كذلك، رغم ان البعض ذهب الى هنالك من اجل الرقص على الجثث وخطبة النساء وتمثيل دور المتاثر بالمشهد.

من الاعلاميين من استغل النكبة من اجل الرفع من نسب مشاهدة قنواتهم البئيسة والمشمئزة.

من الفاعلين الجمعويين من كان ياخذ المساعدات ويبيعها لاصحاب الدكاكين باثمان بخسة.

نكبة الحوز كانت درسا للجميع لكن قلما استفد الجميع من هذه الدروس.

انقطع الماء والكهرباء وصبيب لانترنيت على دواوير لا يصلها شيء من بلد كالمغرب، جينها ظهرت الهوة بين المركز والمحيط.

من السياسيين والمنتخبين والمسؤولين من اغتنى بفضل المساعدات التي كانت تصل الى عين المكان.

اعطيت العديد من الوعود بالبناء واعادة الاعمار ولكن لا شيء من ذلك تحقق.

وزعت العود على عواهنها من اجل انقاذ الطفولة البريئة لكن بقي ذلك حبرا على ورق.

الشيء الوحيد الذي تحقق في اقليم الحوز وهو ان المنكوبون لا زالوا يعيشون في الخيام والمسؤولون يعدونهم وما يعدونهم الا غرورا، والمؤثرون والاعلاميون اصحاب الصحافة الصفراء ملؤوا الدنيا زعيقا ونعيقا وبكاء امام الكاميرات لنيل البوز الخاوي.

في زلزال الحوز تذكرة وعبرة و لكن لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
نسأل الله تعالى أن يجدد الرحمة والمغفرة على ضحايا الزلزال ومن فقدناه في تلك الأيام العصيبة العالقة في الأذهان، وان يمن علينا جميعا بالامن والايمان والسلامة وااسلام ومن العمل ما يحبه سبحانه وتعالى ويرضاه.

التعليقات مغلقة.