الانتفاضة // الدكتور // خالد الصمدي
شكلت إحداث 11 شتنبر 2001 فرصة للغرب ليروج أن الإسلام يقوض حقوق الإنسان التي بذل العالم جهودا مضنية لإرسائها بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وصدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان 1945 وبناء مؤسسات دولية لحمايتها وصيانتها.
ثم توالت الأحداث خلال ستين سنة لتثبت أن هذا الإعلان وهذه المؤسسات لم تكن إلا إملاءات الغالب، وأنها وقفت عاجزة كنمر من ورق عن حماية حقوق الانسان في محطات متعددة، وأن أحداث 11 شتنبر إنما أطلقت المارد من قمقمه لفرض النظام العالمي الواحد الذي يفتقد التوازن ويقوم على القوة والطغيان لحماية نوع معين من الانسان، باستخدام هذه المؤسسات نفسها التي أسست لحماية حقوق الانسان كل الإنسان.
ثم جاءت أحداث أرض العزة لتسقط ما تبقى من سردية الغرب المتعلقة بحماية حقوق الانسان من الارهاب الذي نسبته دوائرها العلمية والسياسية والاستخباراتية إلى كل ما يمت إلى الإسلام بصلة.
ولتثبت أن العالم في حاجة إلى بذل جهود كبيرة لتخليص المنظومة العالمية لحقوق الانسان من سطوة الغالب، وفي حاجة ماسة إلى بناء منظومة عادلة لحقوق الانسان كل الانسان، وانتبه العالم أيضا إلى أن منظومة القيم في الاسلام يمكن في حوارها وتكتلها مع المنصفين من الخلق في كل الملل والنحل أن تحقق هذا الهدف، وهذه للغاية الفضلى، على عكس ما تم الترويج له في السردية الغربية إثر أحداث 11 شتنبر.
إنه سؤال كبير أصبح ملحا على كبريات المراكز العلمية ويحتاج إلى جواب جاد يخلص العالم من مسار الدمار الذي يسير فيه بسرعة، والذي تشكل أحداث أرض العزة إحدى تجلياته المرة، التي لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، فهي تفاوض عن العالم وليس عن وطن محاصر في أرض صغيرة.
التعليقات مغلقة.