مراكش.. حافلات الزا.. قطعة من العذاب

الانتفاضة // محمد المتوكل

لعل الزائر لمدينة مراكش والتي يتم الترويج لها على انها مدينة سياحية وهي في الحقيقة عبارة عن (عروبية وصابغينها بالاحمر)، فلا طرق جيدة ولا بنية تحتية في المستوى ولا تنمية مستدامة ولا تغيير ولا تطور ولا نمو اقتصادي، اللهم السياح (شراو مراكش وتايتساراو بحوايج النعاس)، والمراكشيون الاصليون انقرضوا، والمراكشيون الحاليون (عندهوم عقل واحد) يشتغلون به في اليوم وفي الليل يضعونه جانبا، وفي الصباح يرتدونه كما يرتدي سائق الدراجة النارية خودته، بينما الفقراء والمعوزون والمحتاجون فيستسلمون لارتفاع درجة الحرارة نهارا…(الحمد لله عليها) وفي الليل يطلقون سيقانهم في المدارات الطرقية يستجمعون انفاسهم ويتفرجون على الغادي والرائح، مع التتبيل بشيء من الغيبة والنميمة والحضية والاكل لحوم الناس ظلما وعدوانا.

اما الكهرباء فكارثة والماء فمصيبة والنقل اكبر كوارث مراكش، وخاصة شركة الزا لنقل الحافلات والتي لا زالت تقدم الخدمات السيئة للمراكشيين رغما عن انفهم، الهياكل متداعية والحافلات لا تتوفر حتى على النوافذ السليمة، اما الويفي المكتوب على زجاجها فاكذوبة القرن الواحد والعشرين، بينما (الزحام) فهو المسيطر شكلا ومضمونا، اما التاخر عن الوقت المحدد فاصبح لازمة يعرفها اهل مراكش والزوار بالنقطة والفاصلة.

واما مصيبة المصائب فما يقع داخل الحافلات من عصر للاجساد ونظرات توحي ان وراءها ما وراءها، اما (التعناب) وكتابة ارقام الهواتف على اوراق الركوب فاصبح عادة عادية لبعض المرضى الجنسيين والمكبوتين، والذين يريدون اشباع (الفانطازم) الخاص بهم خصوصا اذا كانت المقصودة بذلك امراة مكتنزة الارداف، وغليضة السيقان وعارية الصدر ولها من المقومات ما يجعلها شهية كل الرجال، فتياخذ (المتعنب) بكتابة رقم هاتفه امام العادي والبادي وقبل ان ينزل يرمي بالورقة على الضحية المقصودة.

الحادثة وقعت امام عيني في الحافلة لكنن المخاطبة – بفتح الخاء والطاء – تفاجات بالورقة ورمتها في الحين بعد ان نزل (السي السيد) في احدى محطات وقوف حافلة الزا المهترئة، وربما يجول في خاطره ان الفريسة ستحتفظ برقمه وستتصل عليه، خاصة بعد ان لمح لها ببعض العبارات الجنسية المثيرة، لكن يبدو ان بطلنا الجنسي المكبوت لم تفلح معه الطريقة وسينتظر ربما ايما وشهورا قبل ان يسقط على نفس الفريسة او ربما فريسة اخرى، خاصة في ظل وفرة الفرائس والطرائد من كل الاشكال والانواع والالوان (انت وشطارتك).

اما الاحتكاك وغيره من امراض العصر التي ابتلي بها ابناء ادم وبنات حواء فاكبر من ان اتناوله بالتحليل والمناقشة لانه قد يتطلب سنوات ضوئية من ذلك ولا ننتهي منه.

اما البنات (العريانات في الطوبيس)  كما في الشارع العام وفي مختلف الامكنة من المدينة العالمية؟؟؟ فاكاد اقول انهم اكثر من سكان قطر.

بقي ان نشير الى ان كل تلك الهالة التي يحاول اعطاءها بعض الحمقى والمرضى والمغفلين والذين فاتهم قطار العلم والمعرفة والتكوين والالتزام الصادق، واصبحوا يرددون اسطوانات مشروخة شراخة قلوبهم الصدئة، فاصبحت حيلا لا تنطلي على احد امام واقع ومرارة ما يجري ويدور في مدينة اصبحت قبلة لكل الشهوانيين والجنسيين الا ما رحم ربك وقليل ما هم.

التعليقات مغلقة.