النساء الحوامل في غزة: كابوس لا ينتهي  و مأساة حقيقية

الانتفاضة/ كوتر الداوودي

تواجه الحوامل في غزة كل يوم كابوسا حقيقيا، فإذا كان الحمل هو وقت حماسي و خاص بالنسبة لمعظم النساء حول العالم، فإنه بالنسبة لنحو 50 ألف امرأة في غزة، هو وقت من التوتر الشديد و الخوف بشأن ما إذا كن و أطفالهن سيبقون على قيد الحياة.

قبل السابع من أكتوبر الماضي، كان في غزة أكثر من 70 مركزا صحيا و نظام رعاية صحية قوي يمكن النساء من الحصول على الرعاية و المتابعة الخاصة بالحمل.  أما الآن و بعد الخراب و الدمار الذي أحدثه العدوان الاسرائيلي على غزة، أصبح 16 مستشفى فقط من أصل 26 مستشفى داخل الخدمة، و معظمها يعمل  بشكل جزئي فقط.

هذا الوضع الذي فرضته الحرب في غزة، و محدودية الوصول إلى المرافق الصحية أزم من وضعية النساء الحوامل في القطاع، اللواتي أصبحن يلجأن إلى قطع مسافات بعيدة و مشيا على الاقدام للحصول على الرعاية، و يواجهن ظروفا غادرة، فإذا إذا لم يقتلهن العنف، فقد تحدث مضاعفات مرتبطة بالحمل، فمن المتوقع أن تعاني 15٪ من نساء القطاع من مضاعفات تتطلب رعاية التوليد الطارئة، و التي لا تتوفر إلى حد كبير.

و تشير تقارير طبية أن 5500 امرأة في غزة ستلد في هذه الايام، و نظرا لغياب مرافق صحية،  أصبحت مخيمات النازحين و المنازل و العيادات الصغيرة و المواقع المؤقتة مراكز ولادة مرتجلة بدون عمال صحيين مدربين، و كنتيجة لذلك تواجه النساء اللاواتي يلدن خارج المرافق الصحية مخاطر متزايدة و مؤدية للوفاة، بما في ذلك النزيف بعد الولادة، و ارتفاع ضغط الدم، و النوبات، و الولادة المطولة، و الالتهابات.

و حتى في حالة الولادة داخل المستشفى، تواجه النساء ظروفا قاهرة، فناهيك عن غياب الأدوية الكافية، تفتقر جميع المستشفيات  في غزة  إلى الكهرباء اللازمة للحفاظ على وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، إذ يتم تسريح الأمهات مبكرا، مما يعني عودتهن إلى الخيام في حالة من الألم غالبا.

و حسب مصادر محلية فإحدى النساء في غزة التي أنجبت بعملية قيصرية خرجت من المستشفى دون دواء مسكن للألم، و تركت لتتعافى من عملية جراحية كبرى مع مولود جديد في خيمة بينما كانت معرضة للعوامل الجوية و العدوى.

هذا و لا تتلقى معظم النساء الحوامل في غزة فحصا قبل الولادة أبدا، فلا وجود  لمراقبة قلب الجنين أو ضغط دمه أو التحقق من فقر الدم، مما قد يؤدي إلى مخاوف غير مشخصة و غير معالجة مثل تسمم الحمل، الشيء الذي يمكن أن تؤدي إلى نزيف ما بعد الولادة – السبب الرئيسي لوفاة الأمهات.

و وفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 90٪ من النساء الحوامل والمرضعات في غزة يواجهن فقرا غذائيا شديدا، إذ يكتفون بالخبز الأبيض لأن الفواكه و الخضروات و الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأخرى من المستحيل العثور عليها أو باهظة الثمن، كما لا تتلقى العديد من الأمهات الدعم اللازم للقيام بالرضاعة الطبيعية، نظرا لمصادر المياه الملوثة و قلة الغذاء،  و حتى هناك نقص  في الحليب الصناعي الخاص بالرضع.

 

 

التعليقات مغلقة.