الانتفاضة // الاستاذ // محمد عبيد
مرحبا عزيزي المجهول، كيف حالك اليوم؟ أود أن أعتذر لك إن كان عالمك سيء وأيامك مملة… والتوقعات تمر عليك ببطء..
وأعتذر لأن جميع من غذوك بالحقد آلموك حقا… ولأنك محاط بالمغفلين الذين استغلوا غباءك جيدا…
أعتذر لقلبك الذي يحمل الحقد والحزن… وعينيك الجميلتين، فابتسم من أجلي اليوم.
صديقي المجهول، كما تعلم أنا لست في انتظار كلمات مثل: “أنا بخير.. وإني على ما يرام!..” أعلم أنها عصيبة، وأن قلبك يكاد يخرج من صدرك… بسبب قلقك وعدم اطمئنانك، وسواد قلبك ولو بنبوأتك للخير للآخر…
لكن ما عليك إلا بالصبر، فأنا على يقين بأن قلبك الجميل سيزهو وردا قريبا…
أعلم أن الإنسان قد يصل أحيانا إلى مرحلة لا يستطيع فيها الحديث بوجه مكشوف،
فاقرأ رسالتي وهذا يكفي.
صديقي المجهول، عليك أن تعلم أن إفلات الأشياء أحيانا يحتاج إلى قوة أكبر مما يحتاجه التمسك بها..
نحن نخاف إفلات الأشياء، لأننا نخاف على أنفسنا كيف ستبدو بدونها؟..
ولكن صدقني، متى قررت أن تفلت يدك، ستشعر بقوة لم تشعرها من قبل؟… وبسعادة عارمة لم تكن تظن أنك ستجدها… والسبب لأنك أول مرة اخترت نفسك…
نصيحتي رسالتي هي أن النظر الى ما بأيدي الآخرين يفسد علينا متعة ما في أيدينا!
فعندما يكون مصدر أمانك هو نفسك، فلن يكون هناك ما يخيف، وستقبل بكل ما هو آت بصدر رحب.
ليس المهم كيف ينظر إلي البعض، المهم هو كيف أرى نفسي من الداخل!… وكيف هي برأي الصادقين معي… وهو الأهم”..
صديقي المجهول، آمل أن لا تكون الأمور قد ساءت عندك أكثر…
الآن عرفت من أين تنبع حكمتك وعمق حروفك.
الآن فهمت لماذا حديثك يطبعه الخجل والتخفي؟!!… لأن روحك ذاقت الكثير من الأسقام فصارت مفعمة بالخبث… لذا أنت حامل لفيروس الخبث، وحدك بيدك علاجها.
علمت اليوم ألا تكون حروفا “مخرمزة” إلا ويكون وراءها قلب احترق ألف مرة، وضاقت به حلاوة الغير لظفره بالنعيم… فصارت نظرته للغير قاسية مفبركة الأوهام والكلام وترقيع الحروف.
عزيزي المجهول،
أوجه إليك هذه الرسالة كونك أصبحتَ أشبه اضطرابا بالطقس..
ما أود إخبارك به هو أن الجو متقلب جدا هذا الوقت من العام وخاصة مع اشتداد حرارته، ففضلا عن العطش، يشبه اضطرابك معاناته لفقدان شيء ما!؟؟
الطبيعة تفقد أوراق أشجارها! أليس كذلك صديقي المجهول؟ أظن أن لها الحق أيضا في اضطرابك، أدعو المولى لأجلك… أن يملأ قلبك بالرضا واليقين به، كلما قصدت شيئا وألا يجعلك مضطربا خائفا بل واثقا بما يأتي به من تنميق وترقيع كلمات بحروف مبعثرة… بل واثقا بما يأتي به من تغريدة وما تتضمنه في عمقها من نوعية عبق نفسك وطبيعتها الهيستيرية.
أعلم صديقي المجهول أنك قوي، وأن قلبك به نورا مرت عليه أعاصير نوبات قلق وحزن… أدعو لك بأن يمضي قلقك، وتهدأ بوصلتك.. أعلم أنك إن عدت لرشدك ستعود أقوى وأحن وأخف ياصديقي!
آه! إلى أين وصلت يا صديقي المجهول؟ أعتقد أنك لا بقيت براحة الجاهلين ولا أدركت لذة العارفين!؟؟
لا بأس يا صديقي المجهول، سأهمس لك- وإن لم يعد همسا ما دام بارزا على هذا الفضاء- بأنك لا تعرف شئيا عن أحد، ضع هذه الفكرة في رأسك!
لا تعرف لماذا يشغلهم الهدوء؟ ولا لماذا يبكون؟ ولا لماذا يبتسمون؟
أنت لا تعرف شئيا عن أحد.
صديقي المجهول في طريقك هذه، أنت الذي فضلت أن تعود غريبا، ومضيت دون أن يلتفت إليك أحد ممن تركك في المنتصف، و في مخليتك وجودي يأذيك، ولكن أحاول جاهدا ألا أكرهك..
صديقي المجهول، أتعرف أنك تعيش في مجتمع لو علم أنك تحلم حلما جميلا لأيقظك من النوم؟.. نظافة القلب نعمة… والصد بالصد، وقلوبنا عزيزة لا تسير في طريق الذل أبدا..
الإنسان الذي تربيه المصاعب لا يكون تلميذا لأحد…
لا سلاما صديقي المجهول، ولا سلاما على من أهلكونا، فلا دمت بخير! …
نحن أصحاب الوجه الواحد لن نرتدي الأقنعة حتى لو كلفنا الأمر أن نخسر الجميع… فالسير على طريق الوصول وصول… لا يشغلني من أساء إلي… فلست أُجاريه، إنما يشغلني من أحسن إلي كيف أُجازيه؟!!.. مادام الله يعرفنا فلا يهمنا جَحود ولا حَقود.
صديقي المجهول،
يكفيك من الدنيا شخص انتبه لصمتك أكثر من كلامك.. لا تنصدم صديقي المجهول!
وضع هذه أيضا في راسك” هناك بشر يحتاجون إلى عمليات تجميل داخلية، مثل تجميل القلب وشفط الحقد، شد ارتخائهم الفكري، تكسير خلايا الشر في نفوسهم، ونفخ ضمائرهم الهزيلة… أنت المتلهف لصفوفهم واصطفافهم.
اقتنعت بمقولة: “أن الله إن أحب عبدا كشف له حقيقة الناس من حوله”… ليس بكثرتهم إنما بصدقهم من حقدهم!”
افهمها كما تشاء؟!..
“أنا لست آسفا على أي شيء غير نفسي عندما أَعْلَتْ من شأن بعض الأشخاص ومستواهم لا يتعدى مستوى حذائي!”…
فآسف أن أبلغك صديقي المجهول بأنك واحد من هذا الصنف الغير المستقيم…
بالعامية “كنا وكانوا…وفي مواقف بسيطة بانوا”..
المهم من خرج من حياتي أعتبره عطسة، وأقول: “الحمد لله”…
تأملها معي جيدا: “لا يغار إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يغتاب إلا المنافق، ولا يفتن إلا الضعيف، ولا يهرتل إلا الفارغ”… وختاما ما مادمت تنتظر مني غلطة، فأبشرك، لن أتأخر عليك بها”، لتسعد بتنمرك.
ملحوظة: “كل تطابق في الأوصاف إن “مسكا سوّاݣا فرحانا وسلاما” في هذا النص هو من قبيل الصدفة بعشاق التنمر وذويه في الاختصاص!”
التعليقات مغلقة.