رأي في تغريدة : ابطال اليوم نكرة الغد حقيقة مؤلمة !

الانتفاضة // محمد المتوكل

من يصنع الأبطال؟
هل أبطالنا من صنع الصين !
هل أبطالنا ماركة مسجلة !

نعيش في زمنٍ تتلاشى فيه المعايير الحقيقية للقيمة ، ويتحول فيه كل شيء إلى سلعة تباع وتشترى ، فنجد أنفسنا أمام مشهد مأساوي ، مجتمعات تصنع أبطالها من العدم ، وتقدس من لا يستحق التقديس.

فمن أين لنا بهؤلاء الأبطال الذين لا تاريخ لهم ولا إنجازات تذكر؟ من أين لنا بهؤلاء الحكماء الذين لم يقرأوا كتاباً ولا فكروا في قضية؟ من أين لنا بهؤلاء القادة الذين لا يملكون من القيادة إلا الثرثرة والوعود؟ الجواب واضح وبسيط: نحن من صنعناهم.

نحن ، بوعينا اللاواعي ، وبسعينا وراء الشهرة والسلطة ، وبخوفنا من الحقيقة ، ساهمنا في بناء هذا الواقع المشوه ، نحن من رفعنا من شأن من لا يستحق ، ومن هدمنا من يستحق.

ولماذا نفعل ذلك؟ قد يكون الجواب مخيفًا بعض الشيء ، لأننا نخشى الحقيقة ، الحقيقة المؤلمة التي تقول إننا لسنا مثاليين، وإننا نرتكب الأخطاء ، وإننا لسنا الأفضل دائماً ، فبدلاً من مواجهة هذه الحقيقة ، نختلق أبطالاً وهميين نلجأ إليهم ونعيش في عالم من الخيال .

إن هذه الظاهرة خطيرة للغاية، فهي تهدد قيمنا ومجتمعاتنا ، فكيف يمكننا بناء مجتمع قوي ومتماسك إذا كان يعتمد على أسس هشة؟ وكيف يمكننا تحقيق التقدم إذا كنا نؤمن بالأكاذيب والوهم؟

إن الحل يكمن في العودة إلى أنفسنا ، وإعادة تقييم قيمنا ومعاييرنا ، علينا أن نتعلم التمييز بين الحق والباطل ، وبين الصالح والطالح ، علينا أن نرفض كل ما هو زائف ومصطنع ، وأن نبحث عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة.

إننا بحاجة إلى قادة حقيقيين ، وليس مجرد ممثلين يرتدون أقنعة القيادة ، إننا بحاجة إلى علماء حقيقيين ، وليس مجرد متحدثين ببلاغة ، وإننا بحاجة إلى أبطال حقيقيين ، وليس مجرد أسماء مكتوبة في الصحف والمجلات.

ختامًا ، إن بناء مجتمع أفضل يبدأ من الداخل ، يبدأ من تغيير أنفسنا وقيمنا ، علينا أن نكون قدوة حسنة لأبنائنا وأحفادنا ، وأن نعمل جاهدين على بناء مستقبل أفضل للجميع بدون الأنا .

التعليقات مغلقة.