الانتفاضة // محمد المتوكل
لا يمكن فهم ما يجري في الشرق الأوسط، دون وضعه في إطار ديناميكية الصراع الكبير المستجد، القائم بين قوى عالمية مختلفة متصادمة حول مكانتها ونصيبها من المواقع و المنافع، ومتصارعة حول طبيعة القيم التي يجب أن تسمو في القرن 21 وتتحكم في السلوك البشري بشكل عام …
وأهم ما يجب استيعابه جيدا، والاستعداد لتدبير أثره و تبعاته، هو أن تحولات دراماتيكية قادمة في الأفق القريب على مستوى العالم، حيث ستصبح أشياء كثيرة مباحة، وسيستعمل الفاعلون كل ما لديهم من “قوالب”، ومن نقط سبق تقنية وتكنولوجية وعسكرية وتواصلية … ووحدها الدول التي لديها قدرات حقيقية، أولها التوفر على ذكاء استراتيجي ثاقب، هي من ستسجل الأهداف في شباك خصومها …
لذلك، ونحن، من هذه المنطقة الجغرافية من العالم، نتابع ما يجري و ما يستجد، علينا أن نختار بين أمرين اثنين:
– إما سلبية التفاعل العاطفي المرتهن لما تحمله الأحداث كل صباح.
أو
– إيجابية الاستعداد من منطلق أننا معنيين بأثر ما يجري و يدور في عالم سيشهد انعطافة كبيرة قادمة، ستتجاوز تفاصيلها حدود ما يستطيع الوعي العام الحالي استيعابه …
ومما يقتضيه هذا التفاعل الإيجابي الذي أفضله، ما يلي:
– الانتباه والتركيز و التحلي باليقظة القصوى على كل المستويات …
– تحيين تشخيصنا لنقط قوتنا ولمكامن الضعف والاختلالات، سواء فيما يخص الموارد البشرية المسؤولة هنا وهناك، وحجم الإمكانيات ومستوى الموارد و فعاليتها و نجاعتها، ومناهج العمل وخطط التدبير، وآليات التتبع و التقييم و التصحيح والتصويب…
أما من لايزال محتارا في ترتيب الأولويات، فهو لن ينفع في شيء … ومن يعتقد أن منطق “رخاها الله”، و “اللي ما تصلحاتش اليوم، نصلحوها بعد غد”، واهم أو متخاذل، و لا يمكنه أن ينفعنا في الدفاع عن الذات المجتمعية وعن الذات الوطنية، وعن ضرورة إبقاء هوامش الحركة كبيرة لحماية مصالحنا الوطنية و أمننا القومي الاستراتيجي …
التعليقات مغلقة.