مدرسة التوحيد والإصلاح

الانتفاضة // محمد المتوكل

هذه الصورة المباركة التي تجمع رؤساء حركة التوحيد والاصلاح منذ تأسيسها عبر الوحدة الفريدة سنة 1996م، وهم بالترتيب:
– الشيخ العلامة الدكتور أحمد الريسوني.

– المهندس الفذ محمد الحمداوي.

– المنهدس المحقق عبد الرحيم شيخي.

– الدكتور المجدد أوس رمال.

هذه الصورة أخذت خلال اللقاء المطول للمكتب التنفيذي عقب صبحية فكرية لمدارسة معالم العرض الإصلاحي وآفاقه في ظل التحديات والتحولات المعاصرة التي يعرفها المغرب والعالم، خلال الأيام 26 إلى 29 يوليوز 2024م.

لقد تعاقب على قيادة الحركة أربعة رؤساء يتم انتخابهم في جموع عامة بمنهجية شورية و ديمقراطية حقيقية، التي تعتبر كسبا فكريا وإجراء تنظيميا فريدا خاصا بهذه التجربة الإصلاحية المغربية، نحتتها وطورتها طيلة هذه المدة، ففي كل الجموع العامة من الأول سنة 1996 إلى السابع 2022م لا أحد يجزم لا أحد يعرف من سيكون الرئيس الجديد ،إلا بعد مرور محطات الانتخاب الدقيقة والمتعبة الملتزمة حقيقة بقيم الشورى وروح الديمقراطية، مسترشدين بقوله تعالى: (وشاورهم في الأمر) وقوله سبحانه:(وأمرهم شورى بينهم).

كل واحد من هؤلاء الرؤساء ترك بصمات مميزة وأسهم بجهود مباركة وإخلاص ورسالية في تحقيق رؤية الحركة ومقاصدها، إلى جانب باقي القيادات وعموم الأعضاء.

إن هذه الصورة الرباعية بما تختزله من كسب إصلاحي وتكتنزه من هم رسالي وتكثفه من دلالات الأخوة والمودة ورابطة الإيمان لأكبر دليل على أن الثبات و القوة والاستمرارية في أي عمل، تضمنها قيم الإخلاص والتجرد و الأخوة والتعاون والإيجابية و حسن الظن والتطاوع و النصح والتشاور، والحرية والمسؤولية، والنقد البناء و العمل المؤسساتي.
فكثير من الهيئات تجد على رأسها المسؤول الراسخ الثابت منذ التأسيس إلى وفاته، ولا تجد فرصة لتغيير القيادة وتجديدها إلا بالموت أو الانشقاق ، وفي ذلك عشرات الأمثلة والتجارب داخل المغرب وخارجه.

إن تجديد القيادة وتغييرها، والحفاظ على المودة والأخوة واستدامتها بين الرؤساء السابقين واللاحقين لم يكن ليحدث لولا استحضار البعد التعبدي في العمل بما هو طلب لمرضاة الله تعالى وابتغاء الدار الآخرة ، وأن المنسلك في مشروع التوحيد والإصلاح لا يهمه أين وضعه إخوانه، إن كان في الساقة فهو في الساقة وإن كان في الحراسة فهو في الحراسة.
فكل واحد -و كل هيئة أو حلقة – يعتبر نفسه لبنة من لبنات المشروع الاصلاحي، وأن أجر وثواب الأعمال صغيرها وكبيرها في صحفيته بإذن الله تعالى.

التعليقات مغلقة.