الانتفاضة // متابعة
انتقدت هيئات ودول ومنظمات وشخصيات محاكاة فنانين شواذ للمسيح عيسى عليه السلام وحوارييه في تجسيد للوحة الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي “العشاء الأخير” خلال افتتاح أولمبياد باريس 2024.
وجرى خلال افتتاح أولمبياد باريس محاكاة شخصية السيد المسيح عليه السلام، وتلاميذه أمام طاولة كبيرة اجتمع حولها رجال شواذ يرتدون أزياء نسائية، وكان مجسد الرسول عيسى يرقص ويقفز ويزحف، ويتمايل ويطلق إيماءات جنسية؛ لا تمت بأي صلة للدين أو الفن أو الموسيقى أو حتى لمناسبة الأولمبياد الرياضية.
وأوردت بعض المصادر الاعلامية انتقادات الأسقفية الفرنسية لتلك الفقرة، حيث قالت عبر بيان في حساب الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية على منصة “إكس”: “للأسف، احتوى هذا الحفل على مشاهد تسخر من المسيحية، ونحن نقابل هذا الوضع بحزن عميق”.
ونقلت مصادر اخرى إعلان أساقفة ومطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالولايات المتحدة وكندا، إدانتهم لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس بسبب “تضمنه سخرية من العقيدة المسيحية وإهانة للرموز المقدسة”.
وقال مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة (تجمع لرؤساء الكنائس الكاثوليكية في القدس)، عبر بيان “بكثير من المحبة الممزوجة بالاستغراب والاستهجان، شاهدنا ما جرى خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا من الاستهزاء بما هو مقدس لدى مليارات الناس حول العالم”.
وندد راعي كنيسة الروم الكاثوليك في رام الله عبد الله يوليو، باستخدام فرنسا الشواذ في حفل افتتاح الأولمبياد، معتبرا ما حدث “خطير جدا”، قائلا في تصريحات صحفية: “لا يجوز تمثيل السيد المسيح بهذه الطريقة التي فيها انتهاك للقدوس والمقدسات”.
من جهته، أعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان له عن استيائه الشديد من حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، مؤكدا أنه “شهد إهانة صارخة للأديان، وإساءة بالغة لأنبياء الله عليهم السلام، وبخاصة سيدنا المسيح، وحوارييه”، معلنا إطلاق حملة للدفاع عنه.
كما أدان الأزهر الشريف بشدة المشاهد المسيئة التي تصوِر المسيح عليه السلام بطريقة تتنافى مع الاحترام الواجب لمقام النبوة والقدسية، معربا عن قلقه من استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للأديان، محذرًا من الترويج للأفكار والممارسات التي تتناقض مع القيم الإنسانية والأخلاقية مثل الشذوذ والتحول الجنسي.
وانتقدت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تجسيد شواذ للرسل، واصفة هذا العرض باستهزاء من قبل مجتمع المثليين “حيث تم تجسيد الرسل على أنهم مخنثون”، قائلة “على ما يبدو، في باريس، قرروا أنه بما أن حلقات الراية الأولمبية متعددة الألوان، فيمكنهم تحويل كل شيء إلى موكب فخر للشواذ”. من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بعض العروض في باريس كانت مثيرة للاشمئزاز.
وهاجمت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر، لولوة الخاطر العرض، معربة عن تضامنها مع المسيحيين، بينما رفض نائب رئيس وزراء سلوفاكيا الحضور في الحفل معتبرا إياها “رمزا للانحطاط”، فيما شن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، هجوما لاذعا جديدا انتقد فيه “ضعف الغرب وتفككه”.
وأعرب رئيس حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلينشون، عن استيائه من العرض المستهزء بالمسيح. وأعلن المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو، أنه سيتقدم بشكوى رسمية في الاثنين 29 يوليوز ضد تجسيد لوحة “العشاء الأخير”.
ومع تصاعد حدة الانتقادات اللاذعة اضطر المنظمون إلى الاعتذار، وكذا حذف الفيديو الرسمي لحفل افتتاح أولمبياد “باريس 2024” من حساب “يوتيوب” الخاص بالبطولة، بحسب قناة “روسيا اليوم”.
وحسب المصدر ذاته، قالت آن ديكامبس، مديرة الاتصالات باللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، إن اللجنة تعتذر عن المحاكاة الساخرة “للعشاء الأخير” في حفل الافتتاح التي أثارت ردود فعل قوية وانتقادات واسعة.
وذكرت ديكامبس، في مؤتمر صحفي، أن اللجنة المنظمة لم تكن تريد الإساءة إلى أي شخص كان أو إهانة مشاعر أي أحد. وشددت على أن المخرج توماس جولي لم يرغب في الإساءة لأي شخص بهذه المشاهد ضمن حفل افتتاح الألعاب.
التعليقات مغلقة.