المرأة والرجل…من يختار من؟

الانتفاضة // اسامة السعودي

زوار موقع الانتفاضة سافتتح مقالي هذا بقوله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” صدق الله العظيم، إن الله جل جلاله في هذه الاية الكريمة يخاطب المسلمين بأنهم خلقهم من نفس واحدة أبوهم ادم و أمهم حواء، و بث منهما رجالا كثيرا و نساءا و جعلهم شعوبا و قبائل لماذا؟ ليتعارفو فيما بينهم وينشرو بينهم المحبة و الاخوة في الاسلام و التسامح و التضامن و فعل الخيرات و مساعدة المحتاج و الفقير، و تقديم يد العون لاخوك المسلم، فنحن في هذه الدنيا نكمل بعضنا البعض.
فما هو المقصود بقوله تعالى و “جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفو” التعارف هنا يكون بين الناس و بين القبائل و الشعوب، فإذا أراد شخص أن يتزوج بفلانة فأول خطوة يقدم عليها الخاطب و أسرته هي التعارف، حيث يذهبان إلى بيت المخطوبة و يبدين رغبتهم في الزواج من ابنتهم على سنة حبيبينا محمد صلى الله عليه و السلام، فمن كرم أهل العروس يرحبان بالضيوف و يقدمان لهم ما لدى و طاب من المؤكولات و المشروبات و يتعرفنى عن بعضهم البعض، و يسأل أهل العروس عن العروسة و أهلها، و كذلك أهل العروسة يسألنا عن العريس و أسرته.
فطبيعة العلاقة بين الرجل و المرأة في فترة التعارف أو “الخطبة” تكون حساسة نوعا ما لأن هي الفترة الأهم قبل الاقدام عن الزواج، فاذا توافق الطرفان يبرمنا عقد الزواج الذي يعتبر ميثاق العلاقة الزوجية و المعاشرة، اما في حالة اذا لم تكون هناك بوادر و روابط لتفاهم فيتقدم أحد الطرفين بفسخ الخطبة قبل عقد القران.
اذن اذا طرحنا سؤالا حول من يخطب من؟ أو من يختار من؟ هل الرجل هو من يختار المرأة أم المرأة هي التي تختار الرجل؟ يمكننا الإجابة عن هذا السؤال من الناحية الشرعية و حتى من ناحية العادات و التقاليد، كما كان سائد في المجتمعات الإسلامية القديمة، لقد أرشدنا الرسول ‏صلى الله عليه و سلم إلى حسن اختيار الزوج بقوله ‏ صلى الله عليه و سلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”. وعند النظر لحديثه صلى الله عليه وسلم، فإنه واضح وصريح أن حسن الاختيار، يرتكز على صلاح الدين وصلاح الأخلاق، فعند توفر ذلك، يقينا سيكون زوجا صالحا، اذن أن الاختيار الأول يكمن في صلاح الدين و الاخلاق.
الرجل يختار في المرأة من المنطوق الشرعي أيضا أربعة صفات، عن حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” ولكن يبقى الاختيار الاحسن هو المرأة المتدينة، فظفر بذات الدين تربت يداك، المرأة المتدينة رزق من الله عزو جل، و المرأة تختار في شريك حياتها الدين و المسؤولية و أن يخاف الله فيها و يكرمها ، في مجالات الحياة ككل خاصة الحياة العاطفية التي تكون بين الرجل و المرأة ، قد تحدث علاقات عاطفية بين الجنسين، وهذه العلاقات يمكن أن تتطور لتصبح مشروع زواج بين الجنسين، و من الطبيعي أن العلاقات قد يكتب لها النجاح و بعضها بالفشل، و الفشل يتحمله الطرفين قد يكو في البداية، و قد يأتي بعض قضاء عشرة لسنوات، و تصل العلاقة الى النهاية
فاذا رجعنا الى البداية تذكرتم معي السؤال الذي طرحنا حول من يختار من؟ من الذي يفترض منه أن يبدأ بالكلام ويصارح الآخر برغبته في الزواج؟ هل يمكن للمرأة مثلا أن تبادر بشرح موقفها لتسهل على الرجل الإقدام على أول خطوة؟ أم أن الأمر متروك للرجل للمبادرة و الاقدام على الزواج، أو الاكتفاء بالعادات والتقاليد والعرف، كما كان معروف يلتقي أب الزوج مع أب الزوجة في السوق ” يقول ليه فالعشية دوزو تشوفو البنت” بلا تعارف و لا شيء من هذا القبيل، يكون زواجا تقليديا، و هذه هي أنجح علاقة كانت عبر مر العصور.
أما بالنسبة المرأة والرجل من يختار من؟ أو من يخطب من؟.
بالطبع المرأة أو الفتاة قد تضع أمامها صورة مثالية لشاب تحبه و ترغب بالزواج به، و تريد أن يكون هذا الشاب مسؤول وواع ومنتج ومخلص ومتدين وصادق ووو هلم ما جرا لذلك لا يستطيع أحد أن يجيب على هذا السؤال في نظري، لان كل شخص و نظرته لزواج و إلى الشخص الذي يريد أن يتزوج به.
يقول العالم النفسي “تيودور رايك”: “ليس لدي أي شك أنه بعد إرضاء حوافزنا الأشد أولية، فإن الانفعالين اللذين يتحكمان بحياتنت هما: الخوف من الموت، والرغبة أن نكون موضع حب”
سأختتم مقالي هذا بسؤال موجه لكم زوارنا، هل تفضلون زواج عن حب،أم الزواج التقليدي؟.

التعليقات مغلقة.