مطار المنارة بمراكش يفيض بشرا

الانتفاضة // محمد المتوكل

الانتفاضة // محمد المتوكل

فاض مطار مراكش بشرا عند اقتراب نهاية شهر رمضان الفضيل وقبيل العيد السعيد في مشهد يوحي للمتتبع وكان الناس على رؤوسهم الطير، وهم يستعدون لامر جلل.

مشهد يعيد الى الاذهان ضعف البنية التحتية لمراكش كما وكيفا، اضافة الى غياب استراتيجية واضحة تحاول تنظيم عمليات السفر والتخفيف من حدة الذروة، وضمان حق الجميع للسفر في ظروف امنة مطمئنة، دون ان ننسى ان المغرب مقبل على تنظيم منافسات كاس العالم لسنة 2030 وهوما يجعل التحدي كبيرا، واذا ما تكرر المشهد الماساوي فاكيد ستحل الكوارث لا قدر الله ونحن طبعا في غنى عنها.

اكتظاظ كبير ذاك الذي شهده مطار المنارة الدولي بمراكش نهاية الأسبوع المقبل، إذ أظهرت صور تم تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ازدحاما غير مسبوق دفع العديد من المتصفحين إلى التساؤل حول أسبابه.

معطى عزاه البعض إلى الوصول العديد من رحلات بمعدلات ملء عالية خلال الفترة الماضية ما جعل البنيات التحتية للمطار تتعرض للضغط وغير قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة التي قدمت من أجل زيارة المدينة الحمراء.

ازدحام مطار المنار الدولي، جعل العديد من المتتبعين بالشأن السياحي يتساءلون حول مدى جاهزيته والبنية التحتية المغربية لتلبية الأهداف التي وضعها المغرب سواء على المدى القصير أو الطويل، خاصة وأن المملكة المغربية مقبلة على تنظيم أكبر تظاهرة كروية سنة 2030، ما يعني بالأساس استقبال ملايين الزوار الراغبين في تشجيع بلدانهم المشاركة من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يستوجب توفير البنيات التحتية اللازمة من أجل تحقيق انسيابية في حركة المرور من جهة وضمان تجربة ممتعة للزوار، كون أن المطار هو أول نقطة عبور للسائح قبل دخول المدينة.

تعليقا حول هذا الموضوع، أكد الباحث في المجال السياحي، الزبير بوحوت، أن الأعداد الهائلة التي وصلت إلى مطار مراكش، أمر طبيعي كون أن المغرب يعيش فترة الذروة، ومراكش تعد عاصمة السياحة بالمملكة، إذ تستقطب مئات السياح بشكل سنوي.

وأوضح المتحدث أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع شركات الطيران، خاصة ذات التكلفة المنخفضة، بالإضافة إلى فتح العديد من الخطوط سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي أدت إلى إضافة 8 خطوط جديدة كان لمدينة مراكش نصيب منها، وعمل هذه الخطوط ابتداء من فاتح أبريل كان من بين أسباب تسجيل هذا الارتفاع.

وتابع المختص في تصريح لـبعض وسائل الاعلام، أن “ارتفاع عدد السياح خلال هذه الفترة له علاقة بفترة الذروة ونهاية شهر رمضان، إذ تم منح عطلة استثنائية مكنت المغاربة من السفر، خاصة وأن العديد من المواطنين أضحوا اليوم يستعملون الطائرة كوسيلة للنقل الداخلي”.

وأكد المتحدث أن فئة من السياح الأجانب، ولأسباب ثقافية، يفضلون السفر إلى المغرب بعد شهر رمضان، علاوة على ذلك فإن عيد الفصح والعطل المدرسية داخل مختلف الدول الأوروبية زادت من نسبة الزوار.

وأشار بوحوت إلى أن 1200 رحلة تمت برمجتها ذهابا وإيابا من وإلى مراكش، ما يعني أن 90 رحلة قادمة بشكل يومي إلى المغرب وهو أمر طبيعي إذا ما تمت مقارنته مع المطارات العالمية.

وحول الإجراءات الواجب اتخاذها ومدى جاهزية البنيات المطارات لاستقبال الملايين من الوزارة، شدد المتحدث على وجوب العمل أكثر من أجل ضمان السلاسة في المرور على اعتبار أن أول ما يصطدم به السائح هي هذي نقطة العبور من المطار.

وأكد بوحوت أن المكتب الوطني للمطارات وضع برنامجا من أجل إعادة هيكلة مجموعة من المطارات داخل مختلف المدن المغربية، مضيفا أن الإجراءات المتخذة يجب أن تشمل إجراءات تضمن سلاسة المرور.

وبخصوص قدرة المغرب على استيعاب الأعداد الهائلة من الزوار المرتقب وصولها سنة 2030 أثناء احتضان الملكة  لكأس العالم، أشار المختص في المجال السياحي إلى وجود ميثاق الاستثمار الجديد الذي يتضمن مجموعة من التحفيزات والتي تصل لـ 30 في المئة حسب المناطق، علاوة على وجود برنامج “غو سياحة” الذي سيواكب مجموعة من المستثمرين في مجموعة من المجالات.

وأكد المختص في المجال السياحي، وجود نقص على مستوى البنى التحتية المتعلقة بالتنشيط، كون أن تجربة الزبون لا يجب أن تقتصر فقط على خدمات الفندق أو دور الضيافة أو المحلات، بل يجب العمل على بناء منتجعات للترفيه، مع ضمان عدالة مجالية خاصة بالنسبة المدن غير المستفيدة وخاصة الواقعة في الجنوب الشرقي وعلى رأسها مدينة زاكورة والراشيدية.

واعتبر المتحدث أنه بالإضافة إلى المجهودات المبذولة من قبل الجهات المسؤولة، من الواجب أيضا على مجالس الجهات والعمالات أن تلعب دورا مهما من أجل ضمان المواكبة.

وأوضح الزبير بوحوت، أن الصورة المتداولة عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي يمكن تستخدم بطريقة إيجابية من أجل تشجيع السياح على زيارة مراكش ومدن مغربية أخرى، مؤكدا أن يوجد بها أزيد من 100 ألف سرير مصنف بالإضافة إلى وجود السكن الموازي، وبالتالي البنية التحتية لمدينة مراكش، وقربها من مجموعة من المدن السياحية الأخرى، تمنحها الفرصة لاستقبال كل هذا العدد من الوزار.

جدير بالذكر أن المغرب اعتمد خارطة طريق جديد لقطاع السياحة، من أجل تطوير القطاع وإعادة موضعته كقطاع أساسي داخل اقتصاد المملكة، كما أن الاستراتيجية الجديدة الممتدة ما بين ما بين 2023 و2026 والتي رصدت لها ميزانية تقدر بحوالي 6.1 مليار درهم تهدف إلى جذب أكثر من 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، بالإضافة إلى تحقيق 120 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة.

وللإشارة فإن المكتب الوطني للمطارات أطلق مجموعة من العروض من أجل توسيع البنى التحتية لمجموعة من المطارات، والعمل على تقوية البنية التحتية لهذه المطارات استعدادا لاستضافة كأس العالم.

بقي ان نشير الى ان الصورة التي يحاول البعض رسمها على مدينة مراكش كونها مدينة سياحية انها مدينة عالمية، وانها تستقبل السياح من كل صوب وحدب وانها وانها وانها…وانها تستعد لاحتضان منافسات بطولة العالم في كرة القدم، فقد كذبها مؤشر واحد وهو المتعلق بالاكتضاض الذي شهدها مطارها “المنارة”خلال الايام القليلة الماضية، والصورة ابلغ من كل تعليق، وبالتالي فانه يتحتم على المسؤولين والقائمين على امور التدبير والتسيير بهذه المدينة ان يعيدوا الاعتبار لمجموعة من الاولويات التي قد تكون مساعدة لهم لفهم حجم مدينتهم وافاقها عوض الحلم الذي يتحول احيانا الى كوابيس تكون في الغالب مزعجة.

التعليقات مغلقة.