ارتدادات محدودة للهجوم الإيراني على أسواق النفط

الانتفاضة/ متابعة

يجمع محللو صناعة الطاقة على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل قد يهزّ أسواق النفط العالمية، ولكن في المقابل ستكون ارتداداته محدودة ولن تستمر لوقت طويل، لأن أي ارتفاع جامح للأسعار سيكون في علاقة مباشرة مع خفض الإنتاج من الشرق الأوسط.

دبي – أدى الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ليل السبت/الأحد، إلى إثارة قلق جديد في أسواق النفط المضطربة أصلا بفعل التوترات الإقليمية، لكن المحللين يؤكدون أن الصورة ضبابية حيال ارتفاع وشيك دائم في الأسعار.

وتوقع محللون الأحد أن ترتفع أسعار النفط الاثنين بعد الهجوم، لكن تسجيل المزيد من المكاسب قد يعتمد على كيفية اختيار إسرائيل والغرب للرد.

وقال تاماس فارجا من شركة بي.في.أم للسمسرة في النفط لرويترز “من المنطقي فقط توقع أسعار أقوى عند استئناف التداول لكن ليس هناك أي تأثير على الإنتاج حتى الآن، كما قالت إيران إن الأمر يمكن اعتباره منتهيا”.

وأضاف “مهما كان رد الفعل الأولي للسوق شرسا ومؤلما، إلا أن الارتفاع قد يكون قصير الأجل ما لم تتعطل الإمدادات من المنطقة بشكل ملموس”.

ويمثّل القصف الذي وقع ليلا أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، قالت طهران إنه جاء ردا على غارة جوية استهدفت في الأول من أبريل الماضي مبنى قنصليتها في العاصمة السورية ونسبتها إلى الدولة العبرية.

وكانت أسعار النفط قد قفزت بالفعل في الفترة التي سبقت الهجوم الذي شنّته إيران ليل السبت/الأحد، حيث أغلق خام برنت بحر الشمال الجمعة الماضي، عند 90.45 دولارا للبرميل.

ويقول الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لوكالة فرانس برس إن “مع افتتاح أسواق النفط الاثنين يمكن أن يرتفع سعر البرميل إلى 95 دولارا للبرميل”، رغم أنه من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كانت الأسعار ستظلّ مرتفعة.

ويضيف أن “الصورة غير واضحة بشأن المستقبل ولا نعرف ما إذا كانت إسرائيل سترد، وكيف سترد، وعمّا إذا كانت إيران ستلجأ إلى قطع إمدادات النفط كردّ فعل”.

وكانت إيران سابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم في العام 2022، ولديها ثالث أكبر احتياطي نفطي مؤكد بعد فنزويلا والسعودية، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وزادت إيران بشكل كبير صادراتها النفطية، وهو مصدر إيراداتها الرئيسي، خلال ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن. وانخفضت الصادرات بشدة في عهد سلفه دونالد ترامب الذي سيواجهه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

ويلفت الحرمي إلى أن لدى إيران سبلا عديدة لإحداث فوضى في الأسواق، بما في ذلك تعطيل حركة المرور البحرية عبر مضيق هرمز والضغط على دول مثل العراق لخفض الإمدادات.

ويتابع “هناك سيناريوهات عدة.. الخوف هو أن توقف إيران تصدير النفط أو تضرب منشآت نفطية”.

وأدت تداعيات الحرب المستمرة منذ ستة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، إلى جانب صراعات جيوسياسية أخرى قائمة على غرار الحرب في أوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار النفط في الأشهر الأخيرة.

ومنذ نوفمبر الماضي، ينفّذ الحوثيون في اليمن هجمات على سفن في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ويعلنون أنها في إطار التضامن مع الفلسطينيين في غزة.

وفي يناير الماضي، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا شنّ ضربات ضد الحوثيين، ما أدى إلى تصاعد المخاوف حيال تدفقات النفط من المنتجين الخليجيين.

وكانت التوقعات واسعة النطاق أن إيران ستستهدف إسرائيل ردا على الهجوم الذي استهدف قنصليتها، سببا لبعض الارتفاع في أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة.

وهذا يعني أن أي تأثير آخر سيكون “محدودا وقصير الأجل”، وفق ما قاله الخبير النفطي المقيم في تكساس أنس الحجي لفرانس برس.

التعليقات مغلقة.