دار الطالبة بتاسلطانت بمراكش ودورها في محاربة الهدر المدرسي بالعالم القروي

الانتفاضة // محمد المتوكل

في اطار محاربة الهدر المدرسي، والتمكين للفتاة القروية من اجل الحصول على حقها في التربية والتعليم وخاصة في ظل التهميش والاقصاء الذي تعاني منه اغلب قرى المملكة الشريفة، وذلك بسبب السياسات المتبعة من قبل الماسكين بزمام الامور من مسؤولين ومنتخبين وسلطات محلية، والتي جعلت من تمدرس الفتاة القروية ومحاولة اخراجها من الظلمات الى النور اخر اولوياتها.

وفي هذا السياق تعد دار الطالبة بتسلطانت بعمالة مراكش بنية اجتماعية تضطلع بدور كبير في دعم جهود محاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات وخاصة المنحدرات من أوساط معوزة ومواكبتهن تربويا وصحيا.

وتعكس هذه المؤسسة الاجتماعية المحدثة سنة 2008 في إطار المرحلة الأولى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المساهمة القيمة للمبادرة في مجال محاربة آفة الهدر المدرسي وحرصها المتواصل على تمكين الفتيات وخاصة بالعالم القروي من حقهن في التعليم والتحصيل الدراسي في ظروف جيدة.

وتجسد دار الطالبة تسلطانت نموذجا لمؤسسات الرعاية الاجتماعية المحدثة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الصعيد الوطني التي تتوفر فيها ظروف إيواء جيدة وملائمة للمستفيدات في جو عائلي تساعدهن على الارتقاء بمستواهن التعليمي.

وفضلا عن الإيواء توفر دار الطالبة للمستفيدات مجموعة من الخدمات متمثلة في الاستقبال والمطعمة والدعم التربوي والتنشيط الرياضي، وتقديم الإسعافات الأولية والمواكبة الاجتماعية والتربوية.

وتروم هذه المؤسسة، التي تسهر على تسييرها جمعية تسلطانت للتنمية والرياضة والثقافة، إيواء تلميذات السلكين الثانوي الإعدادي والتأهيلي اليتيمات والمعوزات الوافدات من دواوير بعيدة عن المؤسسات التعليمية ومواكبتهن.

كما تهدف إلى الحد من الهدر المدرسي في وسط الفتيات، والاهتمام بالجانب الأخلاقي والتربوي والحرص على تقديم تغذية صحية ومتوازنة لهن، مع التركيز على التحصيل والاجتهاد وتقديم الدعم الدراسي وتحقيق الانسجام في التسيير لخلق دار طالبة نموذجية والانفتاح على كل الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية، وتحقيق التفوق والتميز في صفوف التلميذات وجعلهن قدوة داخل مؤسساتهن التعليمية، ورفع نسبة النجاح، وتوفير المراقبة الطبية والتوعية الصحية للمستفيدات.

وتضم المؤسسة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 104 سرير والمكونة من طابقين، مراقد وقاعة للإطعام والتأطير والمواكبة التربوية والاجتماعية ومكاتب خاصة بالإدارة وفضاء لاستقبال أولياء أمور المستفيدات، وقاعة للإعلاميات ومكتبة تضم مجموعة من الكتب، إلى جانب فضاء آخر يضم مصابيح ليلية مخصص للمطالعة والترفيه، وثلاث مخازن ومطبخ مجهز بجميع الوسائل الضرورية وملعب وقاعة متعددة التخصصات.

وعليه فان السلطات المعنية مطالبة في كل الاحوال بالاهتمام بالفتاة سواء داخل المدن او في القرى، وتزداد الاهمية في الاعتناء بالفتاة القروية بالنظر الى المعطيات الجغرافية، والعادات والتقاليد والقيم، اضافة الى السياسة المغربية التي لا تاخذ الفتاة القروية بعين الاعتبار في مختلف المجالات والميادين.

التعليقات مغلقة.