تابع الجمهور المغربي الذي يهتم بالشان الثقافي والفني والفيلمي والمسرحي والسينمائي عموما وبمدينة مراكش خصوصا فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الذي يقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ويتراس لجنته شقيقه الامير المولى رشيد والذي يحرص على الحضور كل سنة لافتتاح فعاليات هذا النشاط الدولي الذي تفتخر به مراكش والمسؤولون على المدينة، ويضرب به المثل في الاشعاع الدولي للمدينة والمغرب بصفة عامة، ويعرف التقاء عدد من الحضارات والثقافات والبيئات من مختلف اصقاع العالم، كما يشهد توافد عدد كبنتير من الفنانين اغلبهم من الخارج مع بعض الفنانين من المغرب وهو ما يطرح عدة اشكاليات نجملها في ما يلي:
1 استدعاء عدد كبير من الفنانين الاجانب على حساب الفنانين المغاربة.
2 الاحتفاء بالفنانين الاجانب على حساب الفنانين المغاربة.
3 الاهتمام بالجانب البروتوكولي على حساب الجانب الفني والابداعي.
وهوما يلاحظه المتتبع للشان الثقافي والفني بالمدينة الحمراء والتي تحول معها المهرجات الى عملية تجارية واعلانية محضة وفي الاخير يتم تسليم الجوائز للاجانب، واقصاء المغاربة وكاننا في المغرب ليس لدينا فنانون ومبدعون للاسف الشديد.
كما ان الكارثة كذلك تكمن في لجنة التحكيم والتي تكون غالبها مشكلة من الاجانب وبالتالي افتقدت مؤسسة المهرجان للمصداقية والامانة والرغبة في تطوير المشهد الفني والثقافي الى وسيلة لذر الاموال والبحث عن شراكات وعلاقات اضافة الى المرور عبر السجاد الاحمر والتقاط الصور مع المعجبين لا اقل ولا اكثر.
مهرجان هذه السنة جاء تنظيه في ظروف خاصة واخصها الازمة التي تضرب المغرب والمغاربة مع ارتفاع الاسعار والمحروقات وغلاء المعيشة، اضاف الى الحرب الاوكرانية الروسية، والصراع العربي الاسرائيلي والحرب الشعواء التي تشنها الالة العسكرية على العزل في قطاع غزة والضفة الغربية وبتواطء مع العم سام امريكا او شرطي العالم او شيطان العالم على اصح تعبير. دون ان ننسى ازمة الزلزال الذي ضرب المغرب والمغاربة ذات 8 شتنبر وخلف وراءه خسائر في الارواح والعتاد.
وعوض ان تتضامن مؤسسة المهرجان واللجنة المنظمة مع القتلى والمشردين بارض الجهاد والرباط ارض العزة والرجولة من الطفولة ارض القدس والمقدسيين ارض فلسطين الحبيبة والجريحة، وعوض ان تتضامن مع المكلومين من زلزال الحوز، والمجروحين والمفقودين والمنبوذين في هذه البلاد السعيدة، وعوض ان تلغي فعاليات المهرجان على اقل تقدير ، تم تنظيم التظاهرة في معاكسة لكل التطلعات وتعارضا مع كل القيم والاخلاق والعادات والتقاليد المرعية في هذا الباب، ولم تحترم مشاعر المغرب والمغاربة على الاقل في هذه الظروف العصيبة حتى خرج علينا الفنان (عبد اله فركوس) رغم اني احبه واحترمه واقدره على مجهوداته في عالم الفن والسينما والافلام وغير ذلك الا انه (طبز لمها العين) وقال في سياق حديثه عن فعاليات المهرجان لما سالته الصحفيه لما تم تنظيم المهرجان في الظروف العصيبة وخاصة في ظروف الحرب الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية اضافة الى تداعيات زلزال الحوز حيث قال: (عبد الله فركوس) انا لا اتكلم في السياسة، وانما اتكلم عن الفن، وفهم من كلامه بانه لا تهمه القضايا الوطنية الحساسة ولا القضايا الاقليمية كقضية فلسطين والام المغرب والمغاربة، واعترف بذلك عبد الله فركوس شخصيا، وقال بانه اخطا في التعبير وان الانسان معرض للخطا والنسيان، وان بعض حملة الميكروفون (بونجة وتلفون) كانوا يبحثون على “الادسنس” و “البوووووووز”و “فلوس اليوتيب” لا اقل ولا اكثر، مما ادخله في بوثقة المساءلة والسين والجيم من قبل عدد من الصحفيين والمنابر الاعلامية كان ابرزها الحوار الذي اجراه مع رضوان الرمضاني بعد ان تعرض لهجوم من قبل الصحفي حميد المهداوي ويعرف طبعا الصراع الدائر بين حميد المهداوي ورضوان الرمضاني في كثيرمن المواضيع ابرزها قضية التطبيع وخروج احمد الشرعي (الباطرون) ديال رضوان الرمضاني في تدوينة عنونها ب “كلنا اسرائيليون”، وسبق لي انا شخصيا ان رددت عليه في مقال سابق عنونه ب “متصهيني الداخل متتحشموش” يرجع اليه في موقع الانتفاضة.
لقد سعىى مهرجان مراكش للفيلم الى تكريس مفهوم المخملية التي يحيا عليها “الانوشات” من الذين ولدوا وفي افواههم ملاعق من ذهب، وتكريس المجتمع (الدانوني) والذي ينام الى الواحدة بعد الزوال في منزل ابيه الذي بناه باموال الدولة وسيارة وزوجة ومال وعتاد وخير وخيرات وخدم وحشم وهلم تكميليات وحاجيات وتحسيتيات..مما لا يملك معه الا ان يذهب الى القاعات السينمائية التي اعدتها ادارة المهرجان من اجل مشاهدة العروض السينمائية الباهتة والباردة برودة طقس مراكش في هذه الايام، رغم ان اغلب الجمهور المراكشي وغير المراكشي لم يتحمس لفعاليات المهرجان لهذه السنة للاعتبارات السابقة التي ذكرنا بين ثنايا هذا المقال، وغاب السجاد الاحمر، بل وسهر المنظمون على عدم السماح لاغلب الجماهير من الاقتراب من (الباريير) المحيط بالطريق المؤدية الى القاعات السينمائية فبالاحرى الاقتراب من القاعات السنمائية والدخول الى قاعتها او ملاقاة احد من زوارها او فنانيها او مثقفيها، مما حدا باحد الظرفاء الى القول بان مهرجان مراكش للفيلم هذه السنة كان مهرجانا لكل شيء الا ان يكون مهرجانا للفيلم.
هؤلاء المخمليون وجدوا انفسهم لوحدهم دون ان يصدعهم (الحبشي) الذي ياتي “بصاحبته” مرفوقا بالقطعة و “شي يطرو” مع “شوية ديال الزريعة” من اجل مشاهدة فيلم من الافلام قد يكون الجانب الاباحي والعاري فيهه اكثر من “المغطي”.
اما اصحاب الهلمانية فاقصد فيهم اولئك الذين كانوا ولا زالوا يطبلون للمهرجان لانهم اخذواا حصتهم من اموال دافعي الضرائب وبدؤوا يوزعون الورود الكلامية على عواهنها فقط لانهم كانوا ولازالوا يضربون الاخماس في الاسداس بدون روية وبدون ان يكون لهم لا في العير ولا في النفير ولا في الزفير بتعبير احدى الفاضلات، الا انهم كانوا ولازالوا وسيبقون يطبلون لكل من يدفع اكثر حتى وان لم يكونوا يفهموا لم هم اصلا موجودون في ذلك المهرجان ولم هم اصلا يطبلون ويزغرتون ويدورون يمينا وشمالا حتى وان لم يطلب منهم ان يفعلوا ما يفعلون للاسف الشديد.
هكذا اذن ضاعت القيم والاخلاق والمبادئ والعادات والتقاليد في مثل ذه المهرجانات والانشطة التي لا تزيد الغني الا غنى ولا تزيد الفقير الا فقرا، بل وتكرس سياسة التبعية للخارج حتى وان دخل الخاج والمستعمر العسكري السابق والثقافي الحالي جحر ضب دخلناه معهم، بدون ان نعلم او اننا نعلم ولكن ندعي اننا لا نعلم بكون هذا المهرجان وغيره من مخلفات الاستعمار هو وسيلة لتكريس الفوارق الاجتماعية والتبعية الثقافية للخارج، الشيء الذي يصبح فيه العبثيون والغوغائيون والمخمليون والهيلمانيون سلعة تزيد سومتها في مثل هذه اللقاءات التي لا تقدم للمواطن “البوفري” اية اضافة تذكر.
التعليقات مغلقة.