الانتفاضة / اسامة السعودي
هناك رجال يواجهون الحرب و القصف بشتى أنواعه و مسلحين بقوة ايمانهم و قوتهم هي “أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله”، ويحاربون من أجل استرجاع اراضيهم الشريفة و يضحون بالغالي و النفيس من اجل تحرير مقدساتهم، لقوله تعالى:”مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.
و هناك أشباه الرجال غرضهم هو الفن و التمثيل و الموسيقى وينطبق عليهم قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ”، في ظل الأوضاع التي تشاهدها غزة في الوقت الحالي دافع نجوم الشاشة المغربية عن استمرار الأنشطة الفنية، و أن الحياة تستمر و الفن مهنة.
و على هامش دورة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي عرفت حضور مجموعة من الفنانين بمختلف بقاع العالم، صرح الممثل “عبد الله فركوس” إن توقف الفنان عن ممارسة أنشطته لن يؤثر في مصير الحرب، التي ستستمر سواء توقف الفن أم واصل اشتغاله مبرزا أن مهنة الفن كباقي المهن الأخرى، والفنان عليه أن يتحدث عن فنه فقط، دون التوغل في التفاصيل ودون الخوض في أحاديث سياسية ليس للفنان علاقة بها.”
و أضاف المتحدث نفسه:” على أن دور الفنان لا يكمن في الدفاع عن (القضايا الإنسانية)، إنما يقتصر على تقديم فنه فقط، ودعم قرارات بلاده مردفا: “في المغرب لدينا العديد من المشاكل التي يجب علينا الاهتمام بها حتى نتخطاها”.
و في المقابل صرحت الممثلة “أمال الثمار” لاحد المنابر:”الحياة تستمر وهناك بعض الأشخاص يعيشون من العمل الفني الذي يزاولونه والتوقف عن ذلك لن يفيد في القضية ولن يضيف شيئا، مضيفة: “هذا لا يمنع من أن نحزن و نشعر بنفس الالم الذي يعاني منه اخواننا، ودورنا يكمن في الترحم على الشهداء والتضامن مع الضحايا، على أمل أن تنتهي هذه الحرب بأقل الخسائر”.
و أضافت قائلة:”أن الحرب تؤدي دائما إلى الإجهاز على الأبرياء، و أن هؤلاء الأبرياء هم ضحايا للحروب في العالم بأسره، رغم اختلاف الديانات واللغات والبلدان، ونتمنى أن نعيش في زمن خال من الحروب وتظل الابتسامة رفيقتنا دائما في هذه الحياة”.
و على نفس منوال الفنانين الذين أدلو بتصاريحهم للمنابر الإعلامية المختلفة، و دافعوا عن الفن و أعتبروا ان توقف الفن ليس هو الحل، و لن يوقف الحرب في قطاع غزة، و دعت الممثلة بشرى أهريش:”التي بدورها دافعت عن حضورها الى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قائلة: “هذه الدورة تأتي في سياق مختلف عن باقي الدورات الاخرى في ظل ما عاشه المغاربة و الفن قبل شهرين مع فاجعة الزلزال العنيف، الذي تسبب في أزمة للعديد من الأسر على المستويين الاجتماعي والنفسي، إلى جانب ما يشهده العالم في الوقت الراهن”.
و شددت المتحدثة نفسها:”هذه الدورة لا تشبه باقي الدورات الأخرى، وأحرص على حضور المهرجان كل سنة لأنه يتعدى حدود السينما إلى ما هو اقتصادي للمدينة والمغاربة، إذ يزوره مجموعة من الضيوف من العيار الثقيل على المستويين الدولي والعربي، إضافة إلى تقديمه نوعية أفلام متميزة ومنتقاة، وتخصيصه (ماستر كلاص) بتأطير مخرجين ومثقفين من كل أنحاء العالم، مما يُشكل فرصة لنا للنزول من عتبة الاحترافية إلى مركز الطلبة لنتعلم المزيد”.
ويتعرض مجموعة من الفنانين لحملة من الانتقادات من طرف النشطاء المغاربة بسبب استمرارهم في تنظيم التظاهرات الفنية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشاهدها قطاع غزة من القصف و قتل الأبرياء و الضحايا و حجز الأطفال الصغار مطالبين برفع الحداد على شهداء فلسطين، ومقاطعة كل المنتوجات الداعمة لإسرائيل.
و تجدر الإشارة أن فعاليات الدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، انطلقت مساء يوم الجمعة، بصيغة تنظيمية مختلفة عن الدورات السابقة، حيث تم افتتاحها بقصر المؤتمرات في غياب تام للجمهور و حضور الفنانين فقط لهذه المحطة الفنية الدولية.
التعليقات مغلقة.