الذكرى الثامنة و الستين لعيد الاستقلال المجيد وحدة شعب و نضال ملك

الانتفاضة/ أسامة السعودي

يخلد الشعب المغربي يومه 18 من شهر نونبر من كل سنة ذكرى مليئة بالفخر و الاعتزاز، و يتعلق الأمر بذكرى عيد الاستقلال المجيد، و هي تعد ذكرى بزوغ شمس الحرية و طرد المستعمر الفرنسي من الأراضي المغربية الشريفة، و جاء ذلك بعد مقاومة رجال و نساء المغرب للاحتلال الفرنسي و الاسباني.
و تعد هذه الذكرى الثامنة و الستين لعيد الاستقلال مناسبة لاحتفال الشعب المغربي بأهم الانتصارات التي حققها بعد رجوع الملك الراحل محمد الخامس من المنفى، و تعد كذلك هذه الملحمة من أبرز المنعطفات التاريخية التي ضلت راسخة في قلوب المغاربة و التي من خلالها تشعرنا بالفخر و الاعتزاز بأجدادنا و أبائنا الشجعان الذين وقفوا وجها لوجه ضد المستعمر و ضحوا بالغالي و النفيس من أجل استرجاع أراضيهم المقدسة، كما تحمل هذه الذكرى دلالات عميقة و دروس و عبر لما قاموا به من التضحيات و البطولات العظيمة و الأمجاد التاريخية الخالدة في ذاكرة الصغير و الكبير.
خاض المقاومون المغاربة الكثير من المعارك ضد الاحتلال الفرنسي و تصدوا اليهم من أجل استمرار مسلسل الكفاح الوطني و النضال و تحقيق الوحدة الترابية و تعزيز أواصر القرابة بين العرش و الشعب من أجل تحقيق النمو و الازدهار و بلوغ المملكة المغربية المكانة التي تستحقها.
فبعد سنوات عديدة من الظلم ونهب أموال الشعب المغربي وهتك أعراضه و الأكل من خيرات المملكة المغربية و ممارسة  شتى أنواع العنف و التغذيب، مما جعل أبناء الشعب المغربي الغيورين على بلادهم ينتفضوا في وجه العدو اللذود و التسلط الاستعماري ومن أبرز الإنتفاضات و المعارك التي خطط لها المقاومون من أجل القضاء على المستعمر سنذكر بعضها: معركة أنوال وهي معركة وقعت في  سنة ،1921 في المغرب  بين الجيش الاسباني والمقاتلين المغاربة،  حيت عرفت هزيمة عسكرية كبيرة للجيش الإسباني، لدرجة تسميتها من قبل الإسبان بكارثة أنوال، تم معركة الهري وهي معركة خاضتها قبائل زايان المغربية تحت قيادة محمد بن حمو الزياني في سنة 1914 ضد فرنسا المحتلة آنذاك لمناطق مهمة في المغرب و جرت هذه المعركة في مدينة خنيفرة، وجاءت في إطارِ حربِ زايان التي سعت فيها قبائل زايان لمقاومة التوسعِ الفرنسي المتواصل داخل الأراضي المغربية وانتهت المعركة بانتصارِ الزايانيين على القوات الفرنسية بقيادة المقدم “لابيردور” الذي قتل في المعركة، بالإضافة إلى معركة بوغافر و غيرها من المعارك التي خاضها المقاومون من أجل طرد المستعمر من الأراضي المغربية.
ولم يهدأ بال المغاربة في الكفاح و النضال في ربوع المملكة إلا بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى سنة 1955، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، من أجل بناء مغرب الاستقلال.
وفي 18 من نونبر، أعلن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وإلى جانبه رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، انتهاء الاحتلال وبزوغ عهد الحرية والاستقلال.
و أتمم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني النظال و الكفاح و استكمالا للوحدة الترابية و استرجاع باقي المناطق التي كانت في حوزة المستعمر، و حرص جلالته على استرجاع الأقاليم الجنوبية و ذلك من خلال الاعلان عن المسيرة الخضراء التي حددت يوم السادس من شهر نونبر 1975 و انخرط فيها المغاربة الاحرار من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية، حيث تمكنوا من استرجاع وادي الذهب في 14 غشت سنة 1979، وفضلا عن ذلك حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على بناء دولة القانون والمؤسسات الحديثة، وإرساء نظام سياسي وديموقراطي.
وسيرا على نهج جده المغفور له جلالة الملك محمد الخامس و أبيه الراحل الملك الحسن الثاني، يشهد المغرب تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية العملاقة والإصلاحات الكبرى التي تهم مختلف المجالات، لاسيما من خلال إطلاق النموذج التنموي الجديد، وورش تعميم الحماية الاجتماعية، مما يعكس العناية التي يوليها جلالته للعنصر البشري، وذلك منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.
ومن المؤكد أن الاحتفال بعيد الاستقلال يمثل لحظة للقيام بوقفة تأملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد التاريخية و التضحيات الكثيرة التي أقدم عليها ابناء الشعب المغربي من أجل الدفاع عن وطنهم و عن اراضيهم، وتبقى ذكرى المسيرة الخضراء و ذكرى عيد الاستقلال أبرز المحطات التاريخية التي عرفتها المملكة المغربية في حقبة المغفور له محمد الخامس و الراحل الملك الحسن الثاني، وربط الماضي بالحاضر و استكمال النظال و أواصل التغير و النهوض بالمملكة المغربية الشريفة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز التنمية المستدامة وزرع روح المواطنة، وتحصين المكاسب الديمقراطية، ومواصلة مسيرة الجهاد الأكبر.

التعليقات مغلقة.