التعليم بالمغرب يحتضر وبنموسى ينتظر وحالة الاباء والتلاميذ ادهى وامر

الانتفاضة / محمد المتوكل

لازال الاحتقان ساري المفعول، ولازال الشد والجذب عنوان المرحلة بخصوص ملف التعليم الذي لازال يراوح مكانه ولازال الاساتذة والاستاذات في اضرابات واحتجاجات واعتصامات متواصلة عبر ربوع المملكة، ولا زال شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة يصم اذانه عن الاستماع الى رجال ونساء التعليم بخصوص مطالبتهم باسقاط ما يسمونه بالنظام الاساسي او نظام (الماسي) حسب ما يصرحون به في مختلف الاشكال النضالية التي ينظمونها عير تراب المغرب من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، ولا زال الاباء والامهات والاولياء يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من ان تمر هده ااسنة بدون ان يتلقى ابناؤهم التعليم المطلوب، والتربية الماسبة ويتوجسون من ان يمر هذ الموسم ابيضا وبدون اية نتيجة تذكر، ولازال التلاميذ يسكنون الزناقي والشوارع والاحياء لاعبين لاهين وتاركين الحجرات الدراسية والمدارس خاوية على عروشها ولا تلوي على شيء بعد ان اخلاها رجال ونساء التعليم الذين يطالبون براس شكيب بنموسى -عفوا- يطالبون باسقاط ما يسمونه بالنظا الاساسي او نظام الماسي حسب تعبيرهم.

لكن الجديد هذه المرة هو دخول القطاع الخاص في الموضوع ومطالبته لرجال ونساء التعليم بالرجوع الى الحجرات الدراسية والعودة الى الاقسام ومراعاة ظروف التلميذ والتلميذة بغية انقاذ الموسم الدراسي، وهنا اتساءل متى كانت للقطاع الخاص غيرة على التعليم؟ ومتى كانت للقطاع الخاص (الكبدة) على التربية والتعليم؟ ومتى كانت للقطاع الخاص الروح الوطنية على التعليم وهو القطاع الذي يضرب جيوب المغاربة المثقوبة اصلا؟، بل ويساهم في نشر الطبقية المجتمعية التي تميز بين الذي يدرس في القطاع العمومي ويعتبر مواطنا فاشلا و(بيطاليا) حسب تعبيرهم، وبين من يدرس في القطاع الخاص وهو من يضمن مستقبلا رائعا لا مرية فيه.

هذا القطاع انا لست ادري من الذي ادخل (حماره في اسبوع الفرس)، وهو المعروف بانه قطاع يتولاه اصحاب (الشكارة) واغلبهم وزراء وبيروقراطيون ومزدوجو الجنسية ورجال اعمال جاؤوا ليراكموا الثروة على ظهر (الدراويش والغلابة) والمساكين والمكافحين من اجل لقمة عيش وكسرة خبز في مملكلة تضج بالخيرات وتعج بالبركات لكن المواطن المغربي البسيط والمحتاج والفقير والمغلوب على امره لا يستفيد من ذلك في شيء.

ان القطاع الخاص اكبر مشكل في نظامنا التربوي والتعليمي الهزيل والمنبطح والمدفون بين ثنايا كثرة الانظمة الاساسية والبرامج الاستعجالية والقوانين المنظمة لكن في المحصلة يبقى التعليم هو من (ياكل الدق وياكل العصا) رغم كل ما يمكن ان يقدم له من علاجات وادوية وتحاليل مخبرية، ليس لان البرامج والقوانين المؤطرة له غير محينة وغير مناسبة ولكن لان الرغبة في الاصلاح والتغيير لدى المسؤولين والقائمين عندنا لا ترقى الى مستوى المسؤولية وحس المواطنة.

فلا يمكن اذن الاقلاع بهذا القطاع الحيوي في مملكة محمد السادس وهو القطاع الذي يحتل الرتبة الثانية بعد الوحدة الوطنية الا اذا تظافرت الجهود وتوحدت الرؤى وتوضحت الرؤية وتم اشراك الوطنيين المخلصين والغيورين المسؤولين والفاعلين الاساسيين في المنظومة، والقطع مع اصحاب (الشكارة) من الخواص انذاك يمكن الحديث عن التعليم المندمج والمهيكل والذي يمكن ان يعطي ثماره، ويخرج لنا اجيالا من المواطنين الصالحين والمصلحين، اما وان الامر عكس ذلك فلا يمكن ان نرى احسن مما نراه الان في شوارعنا ومدارسنا وكل مرافق حياتنا من تدهور اخلاقي وتردي قيمي وفوضى عارمة تكاد تعم كل ارجاء البلاد نسال الله السامة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة.

 

التعليقات مغلقة.