الانتفاضة / اسامة السعودي
بعد سنوات طويلة من العطاء و العمل و تطوير المجال الفني، تعرضت شريحة كبيرة من رواد الفن المغربي للإقصاء و التهميش، ليدخلوا في دائرة النيسان من طرف المخرجين الجدد الذين أصبحوا يهتمون بالشباب و “المؤثرين” في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعليه فقد التحق هرم من أهرامات الفن المغربي بجوار خالقه، و يتعلق الأمر هنا بالممثل القيدوم “عبد الرحيم برادي” الشهير بلقب “عسيلة”، بعد صراع طويل مع المرض و عدم تمكنه من دفع مصاريف علاجه ليفارق على إثرها الحياة.
فقد أصبحنا نرى وجوها جديدة في التلفزة المغربية و غياب تام لأهرامات الفن المغربي و الذي فتحنا أعيننا عليهم، فمنهم من فارق الحياة و منهم من تعرض للإقصاء و الفقر، و أصبح مهمشا بشتى الطرق و يواجهون صعوبة في الحياة و العيش الكريم.
وعلى اثر ذلك صرحت الممثلة المغربية “زهيرة صديق” التي تصنف كذلك ضمن رواد الفن المغربي و التي اشتهرت في فيلم “حديدان”، في حديثها عن الرواد المغاربة مشيرة “الى ان هناك فنانين يعيشون التهميش لسنوات عديدة مما يدفعهم لبيع أثاثهم المنزلي من أجل عائلاتهم و أولادهم.
و تابعت قائلة: “أنهم كجيل قديم و هم من حملوا مشعل الفن المغربي، ليسوا ضد المواهب و اكتشاف الشباب بل اقصاؤهم بصفة كلية يجعلهم يقعون في الاحباط و الاكتئاب لأنه يحز في النفس الوضع الذي وصل اليه الرواد خلال السنوات الأخيرة.
و من جهتها أكدت الممثلة المغربية “نعيمة إلياس” أن مجموعة من الفنانين تعرضوا لأزمة نفسية بسبب التهميش الذي طالهم ولا يجدون حيلة لذلك.
كما أنها أشارت إلى أن هؤلاء الرواد هم من فرشوا الطريق الفني للشباب الجدد، ولذلك يجب معاملتهم بالعدل و الاهتام بهم.
وبدوره اعتبر الكاتب والممثل المسرحي “عبد الحق الزروالي” أن غيابه خلال السنوات الأخيرة عن التلفزيون تساؤل موجه إلى المسؤولين، مبرزا أن “النجومية والشهرة وكثرة الاشتغال تجعل من الفنانين مثل البضاعة”، وهو يفضل العيش ببساطة و”يقاتل” من أجل ترسيخ هذه التجربة التي تمتد لأزيد من نصف قرن من الاشتغال، وتنوعت بين العروض المسرحية والملاحم والأعمال التلفزيونية.
وعليه فجل الفنانين يوجهون رسائل للمخرجين الشباب و غيرهم باعطاء أهمية كبيرة لرواد الفن المغربي و النظر اليهم، و اعطائهم فرصة للظهور مرة اخرى في التلفزة المغربية، و استرجاع ذكريات الزمن الجميل بحكم خبرتهم و تجربتهم الطويلة في المسار الفني.
التعليقات مغلقة.