الانتفاضة / اسامة السعودي
ان اهم ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات الاخرى هي القراءة و الكتابة و التعليم، لان الله عزوجل خلق الانسان و خلق الحيوانات و أعطى للانسان العقل و الحيوانات الغريزة، و ميز الله بني ادم بالعقل و هذا ما جاء في قوله تعالى:”اقرأ بسم ربك الذي خلق”، سورة العلق الاية 1، حيت تعتبر هذه السورة هي اول مانزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، حيت نزل جبريل بأمر من الله عزوجل على رسوله الكريم صلى الله صلى الله عليه وسلم و أمره بالقراءة.
ولان الله جل جلاله خلق الانسان و هو لا يعلم شيئا وكانه صفحة بيضاء، و سخر له جميع الوسائل من اجل اكتساب الحكمة و المعرفة و نشر العلم بين الناس حتى يصبح الجميع يعرف القراءة و الكتابة.
حرص القران الكريم على ضرورة التعليم و محاربة الجهل و الكسل و لكن مع تقدم الآلاف السنين شهد التعليم في المغرب تراجعا كبيرا، حيت ارتفعت نسبة الأمية في المغرب في المجال القروي الى 47.7 في المائة و في المجال الحضري الى 22.2 في المائة، والكل يعرف ان ارتفاع نسبة الأمية يكون راجعا إلى ضعف الدولة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية و الانشغال مع الحروب و الازمات، لكن المغرب ليس لديه معاناة مع الحروب و الازمات ولله الحمد والشكر، فهو يعتبر بلدا متقدما مقارنة بدول القارة الأفريقية، ولكن تبقى علامات استفهام كبيرة تحوم حول ما وصل له التعليم في المغرب، فقد اصبحوا يهتمون بالمهرجانات و الحفلات و تنظيم التظاهرات الكروية وهم غافلون على إصلاح منظومة التعليم، كما أنهم يحاولون ادراج سياسة تكليخ الشعب و الفرار من المدارس و الذهاب لمشاهدة المهرجانات و المقابلات الكروية.
فالدولة الان تخسر أموالا طائلة لاصلاح الملاعب و الطرقات من اجل احتضان كأس إفريقيا لسنة 2025 و مونديال كاس العالم لسنة 2030، ويهيئون جميع الظروف من أجل إنجاح العرس الكروي، فماذا لو تم انفاق هذه الأموال على قطاع التعليم و قطاع الصحة، و توفير جميع الضرويات التي تحتاج إليها المدارس و اصلاح الطرقات في المجال القروي و توفير حافلات نقل التلاميذ و تخصيص ميزانية خاصة للتعليم، خاصة التلاميذ في المجال القروي ناهيك عن بعد المسافة من المنزل الى المدرسة و غياب تام لوسائل النقل المدرسي مما يجعل الكثير يتخلون عن الدراسة، وحتى الاقسام ليست كثيرة مما يدفع الأساتذة بادماج المستويات مع بعضهما البعض، وحتى المدارس لا يقومون باصلاحها و لا حتى الطاولات تليق بالتلاميذ ولا “السبورات” في المستوى تطلعات الاستاذ، فهم يهينون كرامة الاستاذ قبل التلميذ، فهم يرسلون الاستاذ لأعالي الجبال و لا يوفرون له الظروف المواثية للدراسة.
لذلك شهدنا ارتفاع نسبة الأمية في المجال القروي بنسبة كبيرة، بحيث يكون التلاميذ مضطرون لترك المدرسة و مساعدة ابائهم في الرعي او “السرحة” فضلا عن بعد المدرسة و غياب وسائل النقل وعدم التوفر على إمكانيات شراء الأدوات المدرسية، بل و الأخطر من ذلك أن في المجال القروي يدرسون التلاميذ الى المستوى السادس الابتدائي فقط، و يتركون الدراسة لأنه اذا اردت اتمام الدراسة فيجب عليك التنقل من المجال القروي الى المجال الحضري مما يدفع العديد من الأسر الى فرض الجلوس على ابنائهم في المنزل لان امكانياتهم لا تسمح بذلك.
فالدولة و الجهات المسؤولة عن التعليم لم تعط الأولوية لاصلاح منظومة التعليم، و العمل على محاربة الهدر المدرسي و معرفة سبب انتشار الأمية، بل حكومتنا في سبات دائم، يهتمون بما هو ثانوي و يتركون ما هو أساسي لهذا البلد، فارجعو هيبة التعليم و اعطوه حقه، و حافظوا على كرامة الأستاذ، و إعطوا للتلميذ حقه في التعليم، “قهرتونا بالاضرابات و القوانين التي لا فائدة منها”، فالشعب يطالب بحقه في التعليم و الصحة، اما المهرجانات و الحفلات او الموسيقى او محافل الرياضية “بخرو بها”، ترسلون ابنائكم لأجود المدارس في اوروبا و تتركون التلميذ يتخبط في المدارس العمومية، وتحاولون بشتى الطرق القضاء على النظام العمومي من اجل خوصصة التعليم، “خدموا ولا حطو السوارت” فنحن نريد اصلاح جدري للتعليم و الصحة لضمان حق و كرامة المواطن المغربي.
حدث ما لم يكن في الحسبان هذه السنة، وبالضبط انتهى الموسم الدراسي قبل بدايته بسبب القوانين الجديدة من طرف وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، وهذا ما لم ينل اعجاب الأساتذة، مما دفعهم الى خوض الاضرابات من اجل الغاء النظام الأساسي، حيث أن هذا المشهد تكرر أكثر من مرة، و التلاميذ في حيرة من أمرهم و القلق باد على محياهم، ونفس الشئ بالنسبة للأباء و أولياء التلاميذ فهم غير راضون على ما وقع للتعليم هذه السنة، كما أنهم يطالبون بايجاد الحلول المناسبة في اقرب وقت ممكن حتى يتمكن التلاميذ من استكمال موسهم الدراسي في امن وامان وسلم وسلام خدمة للمنظومة التعليمية والتربوية برمتها في مملكتنا الشريفة.
التعليقات مغلقة.