الانتفاضة – محمد بولطار
أبهرت شرائح المجتمع المغربي العالم بتآزرها وتضامنها، بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عديدة من تراب البلاد، وكان مركزه بإقليم الحوز، مقدمة صورة عن نبل الأخلاق والقيم السامية للتكافل والتضامن الاجتماعيين.

وأبان أفراد القوات العمومية والأطقم الصحية والطبية وأعوان السلطة والإعلاميين المهنيين وعمال النظافة والانعاش الوطني والمجتمع المدني، عن نكران ذات غير مسبوقة أبهرت المتتبعين، فقطع البعض إجازته وعاد البعض الآخر من خارج البلاد وحل آخرون بالمناطق المنكوبة دون استدعائهم أو توجيه أمر بمهمة لهم، همهم الوحيد إنقاذ والمساهمة في استمرار أبناء وبنات بلدهم على قيد الحياة، وتقديم الدعم لهم، غير آبهين بالمخاطر ولا الصعاب التي تعوقهم وتعترض طريقهم.
القوات الأمنية بمختلف تلويناتها وأفراد الجيش المغربي والقوات المساعدة والوقاية المدنية كانوا في واجهة الأحداث، وتعددت أدوارهم من خلال التدخلات الميدانية والبحث تحت الأنقاض وتقديم العون والدعم النفسي لإخوانهم الضحايا، دون إغفال استثباب الأمن والمحافظة على النظام وسلامة الأفراد والممتلكات، والتصدي بحزم لكل من أراد الاصطياد في المياه العكرة.

وظلت أعين السلطة التي لا تنام المشكلة من أعوان السلطة وموظفي الملحقات الإدارية وعمال النظافة والانعاش الوطني في الصفوف الأمامية منذ الدقائق الأولى التي تلت الكارثة، وحتى بعدها فكانت العون والسند للضحايا، وصاحبة الرأي لمعرفتها بكل كبيرة وصغيرة وبفيسفساء المجتمع المغربي، كما أنها لا زالت ولحدود الساعة تعمل بكد ودون ملل في عملية فتح الطرقات ووضع اللبنات الأولى لعملية إعادة الإعمار ومواكبة المتضررين من الزلزال.
الإعلاميين والإعلاميات المهنيين المغاربة، كانوا أيضا في في الموعد، نقلوا الصورة بمهنية واحترافية عالية، فكانوا ليان الضحايا وناقلي همومهم وأعين المتتبعين ومطلعيهم على توالي الأحداث من مواقع الحدث.

التعليقات مغلقة.