الثامن من شتنبر 2023، وبالضبط على الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، تحول هدوء الليل الى مهرجان غبار ودمار في كل مكان، مراكش، الحوز، تارودانت، ازيلال، شيشاوة، مدن، اقاليم، دواوير ومداشر، الكل تهدم فوق رؤوس اصحابها بالمغرب الحبيب، ان لم يكن جزئيا فكليا.
رائحة الموت في كل مكان، خوف و حطام قسم سكان المملكة المغربية الى فرق تكتشف ظاهرة طبيعية تحت اسم: ” الزلزال”.
7 درجات على سلم ريتشر، كانت كفيلة بزلزلة الجبال، و تشرد اسر كانت في الاصل تعاني من قهر الفقر و ضعف الحال.
يتامى وارامل غاب الدمع عن اعينهم، ليستقر الرضى بالقضاء و القدر في نفوسهم، و توكيل امرهم الى العلي القدير، جتث افترشت قعر الارض و التحفت سقف السماء، تاركة ورائها قصصا كانها من وحي الخيال.
تضامن لا نظير له، فمن الثانية الاولى لحدوث هذا المصاب الجلل، مغاربة باصل علوي حر من داخل المغرب و خارجه، لم يذخروا جهدا في ايصال المساعدات لمتضرري الزلزال، تناسو الراحة و نوم الساعات الطوال، و اصبح همهم الوحيد هو رسم الابتسامة على محيا اناس ذاع صيت طيبويتهم، و كرم ضيافتهم في العالم ككل، زلزال كشف الغطاء على تجار الازمات من متربصين باطفال صغار الى اشباه رجال يحاولون اغتصاب طفولة فتيات بريئات، دون نسيان اصحاب الضمائر الميتة الذين يسرقون مساعدات الضعفاء الشرفاء والذين يكتفون بكاس شاي و قطعة خبز.
لن نطيل الكلام و لكن لابد للاشارة الى نقطة مهمة في الموضوع، اننا وصلنا لمرحلة التعمير و لم نتجاوز بعد العشرة ايام على الفاجعة، و هنا نقف احتراما لعزيمة المغاربة ملكا و شعبا متلاحمين جميعا تحت شعارنا الابدي: الله، الوطن، الملك.
التعليقات مغلقة.