آخر الأخبارحوادثوطنية

ضحايا زلزال الحوز في الحاجة الى اعادة الاسكان

الانتفاضة / محمد المتوكل

في زياراتنا المتتالية لاقليم الحوز وخاصة المناطق المتضررة، والتي اتى الزلزال المدمر على كل جوانب الحياة فيها، تبين ان السكان المتضررون من هذا الزلزال الذي اتى على الاخضر واليابس في منطقة كل ذنبها انها تسكن بين الجبال في مغرب منسي ومهمش ولا يصله شيء من الرباط.

وفي حديثتنا مع كل اطراف المجتمع الحوزي والذي شرد الزلزال اهله ومات افراد اسرته وضاع امله وتقلص حلمه ودمعت عيناه وفقد كل عزيز عليه وخاب امله في المسؤولين الفاشلين، وبقي امله الوحيد في الله تبارك وتعالى اصالة وفي جلالة الملك تبعا لما ابان عنه جلالته من عطف ابوي كبير على شعبه الوفي في غياب تام للمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والاحزاب السياسية الا ما كان من مبادرات فردية لا تسمن ولا تغني من جوع.

لقد ابان زلزال الحوز عن هول التهميش والاقصاء لهذه الفئة من الناس الذين لا يملكون لا طرق ولا ماء ولا كهرباء ولا بنية تحتية ولا ملاعب ولا اماكن ترفيهية ولا هم يحزنون، وانما هم في الحقيقة مواطنون من درجة ثالثة لا يجمعهم بوطنهم المغرب الا رقم البطاقة الوطنية، اما ما سوى ذلك فان للبيت رب يحميه.

لقد ابانت الزيارات المتتالية التي قمنا بها في هذا الاطار اضافة الى تغطيتنا للاحداث الاليمة التي خلفها الزلزال الاليم بمنطقة الحوز عن الرغبة الملحة للساكنة الحوزية في المساكن من اجل الايواء والخروج من (القياطن والخزانات والخيم) التي تبدو انها قليلة، وان السلطات المحلية قامت بتزويد الساكنة بخيم لا تكفي للاسرة الواحدة فبالاحرى للاسر المشردة والتي زلزل الزلزال الارض من تحت ارجلها، وارسل من ارسل الى المقابر وذهب بمن ذهب الى المستشفيات والمستعجلات من اجل التداوي وتلقي العلاجات الاولية في مستشفيات تفتقد للطاقة الايوائية الكافية.

ان حاجة الساكنة الحوزية الان ليس الى الاكل والشرب فالمغاربة الاحرار والمجتمع المدني والفعاليات المجتمعية والاغاثية والانسانية والمنظمات المحلية والدولية قد اوفت بالغرض، وحصل لدى الحوزيين اكتفاء ذاتي ولله الحمد، لكن يبدو ان هناك خصاص مهول في (الخيم والقياطن والخزانات) التي (سطوكاو) فيه المخزن اربع اسر في خيمة واحدة، وهو ما يشكل معيقات جدديدة تنظاف الى مشاكل الزلزال بحكم ان المنطقة محافظة بشكل كبير، وتجد احراجا كبير في كثير من الامور الحياتية التي تقتضي الستر والتخبية وامور اخرى.

ان المعذبون في الارض في منطقة الحوز التي تنتمي لمملكة محد السادس في الحاجة اليوم وقبل الغد الى الخيم كحل مؤقت في انتظار اعادة ايواء هؤلاء المشردين في اماكن تحفظ لمغاربة الجبل والحوز الكرامة الانسانية المفقودة في عهد حكومة (اخناتوش العظيم) و(الحاج بايتاس) الذين لم يكلفوا انفسهم حتى زيارة هذه المنطقة للاسف الشديد، واكتفوا بتدوينة يتيمة على وسائل التواصل الاجتماعي.

بالنظر الى الثروات التي تمتلكها مملكة محمد السادس كان لا بد على المسؤولين ان ينظروا الى هؤلاء الدراويش والمساكين بعين الرحمة، و(ملايري) واحد في المملكة الشريفة كافي بان يعيد لاسكان كل فقراء المغرب وتحقيق الاكتفاء الذاتي للساكنة المزلزلة اكلا وشربا وايواء و(ما يخصهوم حتى خير)، لكن للاسف الشديد لاشيء من ذلك حصل، ولن يحصل على الاقل في لمستوى القريب لان بعض البورجوازيين و(الملايرية) المغاربة لا يفكرون الا في تنمية ارصدتهم البنكية وتدريس اولادهم في الخارج وفي البعثات الاجنبية وجمع (الكرمومة) ذات اليمين وذات الشمال (حلال وحرام)، ولا يهمهم من المغرب والمغاربة اي شيء و(اللي بغا يموت يموت واللي بغا يربح العام طويل).

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى