آخر الأخبارحوادثوطنية

زلزال الحوز رباني وليس صدفة او مؤامرة؟؟؟

الانتفاضة / محمد المتوكل / عدسة / يونس موزيكي

عاش جزء من الشعب المغربي الذي يعيش على الهامش والحاشية، ولم يصله شيء من خيرات البلاد المنتشرة ذات اليمين وذات الشمال، لكنه لم يرى شيئا من ذلك الا عبر قنوات الصرف الصحي، قلت عاش جزء من إخواننا وخاصة في إقليم الحوز على واقع كارثة ربانية الهية لا دخل للصدفة او المؤامرة فيه لماذا؟؟؟

لان الذي يدبر الكون كله هو الله، والذي يسير العالم كله هو الله، والذي يحي ويميت هو الله، والذي يولج اليل في النهار ويولج النهار في الليل هو الله، والذي يحيي الأرض بعد موتها هو الله، والذي يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي هو الله، والذي يعز من يشاء ويذل ن يشاء هو الله، والذي هو على كل شيء قدير هو الله، فاين الصدفة او المؤامرة هنا في هذا الحدث الرباني الذي أراد الله سبحانه وتعالى ان يرسل الينا بآياته من اجل العبرة والموعظة والتأمل وإعادة فتح اسلاك المخ من اجل إعادة ترتيب الأولويات، وجعل الدار الاخرة هي الحياة المرجوة، وجعل الحياة الدنيا قنطرة نحو الارة حيث قال تعالى: “وللأخرة خير لك من الأولى”، وقال تعالى في شان الزلازل والبراكين وغيرها من الكوارث والمصائب والمدلهمات ” وما نرسل بالآيات الا تخويفا”، كما قال تعالى: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذي اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون”، فاين مصدر الصدفة والتي هي مصطلح علماني دارويني جاء ليقول لبعض أبناء جلدتنا الذين انطلت عليهم الحيل العلمانية والرأسمالية والداروينية والإنشطاينية ودعاة التغريب والتشريق بان الكون كله مجرد صدفة جاء عبر ما يسمونه ب”الانفجار الكبير” او “الاصطدام العظيم” ولعمري ان  هذا التفسير تفسير عقيم ولا يمت الى الحقيقة بصلة، او ان الزلزال انما هو مؤامرة ؟؟؟ مؤامرة من؟؟؟ من من ؟؟؟ ولمن ؟؟؟ من سيقدر على التآمر على الله ياترى؟؟؟ ولو اوتوا علم الدنيا والاخرة؟؟؟، ولوا ان اهل السماء واهل الأرض اجتمعوا في صعيد واحد من اجل ان يخلقوا جناح بعوضة لما استطاعوا الى ذلك سبيلا فبالأحرى ان يزلزلوا الأرض من تحت اقدام البلاد والعباد، ولعمري ان هذا لتفسير قاصر قصر افهام من يروجون لهذه الخزعبلات التي لا أساس لها من العلم الصحيح، والفهم السليم لدي الله الذي يدعونا الى العلم والتفقه لان في ذلك حياة لأولي الالباب.

لقد جاء الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من المدن المغربية وإقليم الحوز خاصة ليظهر لنا حقيقة من يرد كل شيء الى الله ومن يقول بالعكس في تحدي صارخ للفصل بين العلم اللدني والمطلق وافهام بعض بني البشر، ومعلوم من الدين والدنيا بالضرورة ان الزلازل والبراكين وكل الكوارث انما تحدث بأمر الله قضاء وقدرا، وذلك من اجل غايات وحكم يعلمها الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد، وان هذه الابتلاءات انما هي في الحقيقة اختبارات وامتحانات  لبعض بني البشر من اجل اكتشاف القرب والبعد من الله الواحد القهار وهل امورنا مع “سيدي ربي” على احسن ما يرام؟؟؟ وهل نصلي في الوقت؟؟؟ وهل نصلي أصلا؟؟؟ وهل نزكي؟؟؟وهل نصوم؟؟؟ وهل نحج؟؟؟ وهل نامر بالمعروف؟؟؟ وهل ننهى عن المنكر؟؟؟ وهل نقيم حدود الله؟؟؟ وهل نترك الغيبة؟؟؟ والنمية؟؟؟ واكل أموال الناس بالباطل؟؟؟ وعقوق الوالدين؟؟؟ وشرب الخمر؟؟؟ والزنا؟؟؟ والفساد؟؟؟ والخذنية؟؟؟ والتكبر؟؟؟ والتصنع؟؟؟ وغير ذلك من الكبائر التي غرقنا فيها من قمة رؤوسنا الى أخمص اقدامنا.

ان زلزال الحوز رسالة الينا جميعا بإعادة ترتيب الأوراق مع “سيدي ربي” والعودة الى سراطه المستقيم والعض على كتابه المبين وسنة رسوله الكريم بالنواجد، وانه لا ملجا لنا من الى الله الا الى الله، وانه سبحانه وتعالى يرسل الينا بالنواميس والاشارات “لنرد البال” “ونكونوا على بال”، وان نستحضر انه كلما ابتعدنا عن صراط الله المستقيم كلما اقتربنا الى وضح حد لنفسنا بأيدينا.

ان زلزال الحوز ابان عن حملة تضامنية كبيرة من قبل رعايا مملكة محمد السادس الذين هبوا هبة واحدة من اجل مساعدة المتضررين والمنكوبين في تلك البقاع التي تفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم بعد انتكاسة “اخناتوش العظيم” الذي اكتف بتدوين تعزية على وسائل التوصل الاجتماعي، و”الحاج بايتاس” الذي لم ينطق ببنت شفة، وأحزاب الخزي والعار والشنار الذين اصابتهم “اللقوة”، ولم يتحرك في هذا الاطار الا ملك البلاد الذي زار الضحايا، وتبرع بدمه وأعطى النموذج في التقرب من رعاياه ومعرفه احتياجاتهم، والتي تبدو كثيرة ومتعددة اكثرها خطورة تلك الجبال التي توحي بان القوم كأنهم يعيشون العصر الحجري، في غياب  الكهرباء والماء والمقدرات التي تجعل الانسان المحلي كانه ليس مغربيا ولا ينتمي لبلد يضم 3500 كلم من البحار والمحيطات وأنواع الأسماك الغالية والخضر والفواكه الجيدة والفوسفاط والذهب والمعادن وغيرها من خيرات مولانا، لكن الساكنة في الحقيقة لم يصلها شيء من كل هذا بل وصلها الزلزال الذي أراد الباري تعالى ان يظهر لنا من خلاله هبة المغاربة الاحرار، ولؤم الحكومة الفاشلة، وأحزاب العار والشنار، ومؤثري الوز وتجار الازمات، ولصوص الإعانات، وصحافة العهر التي رقصت على جثث الضحايا والمنكوبين واعلاميي “الوش” الذين اصبحوا فجأة صحفيين بميكروفونات لا تبعث الا على التقيؤ.

ان زلزال الحوز الذي ابتلانا به الله تعالى لهو الخير كله، فرب نقمة في طيها نعمة، ومن نعمه سبحانه تعالى ان اظهر لنا حجم التعاطف الذي لقيه أبناء الحوز من مختلف شرائح رعايا مملكة محمد السادس، اضافة الى ان المغاربة عموما اكتشفوا منطقة جميلة، واقليما فطريا جبليا متمسكا بالدين الأصيل، والحشمة والوقار، ولقد طرأت لنا عدد من المواقف في زياراتنا المتتالية لهذا لبؤرة الزلزالية تظهر في مجملها قوة التلاحم بين العرش والشعب، وفطرية وجبلية ساكنة المنطقة، وتدينهم الأصيل، وهويته الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية، وان كل البطولات الايمانية، والنماذج التربوية، والقدوات الحسنة في كل المجالات والميادين كان لإقليم الحوز نصيب منها، وان النساء هناك لا يكشفن عن صدورهن، واثدائهن وسيقانهن وأجزاء من عوراتهن كما يكشفنها بنات حواء في باقي مدن المملكة الشريفة، بل ولا يتوشحن الا الحجاب الشرعي الباعث على الحشمة والوقار والعفة، “وحتى الريحة اللي دوك القشيوشات ديال بنات المدينة اللي تايديروها من اجل اثارة غريزة الرجل فأمهاتنا هناك في الحوز لا يعرفن الها سبيلا” وان الرجال اغلبهم في علاقة وطيدة مع رب البرية، وان الشباب هناك اغلبه هاجر الى المدن المجاورة من اجل كسرة خبز، وان الأطفال منهم من قضى نحبه في زلزال “إعادة ترتيب الأولويات والشهادة والتعاطف والهبة المغربية من الكويرة الى طنج، ومن كازا الى اقاصي مكناس وفاس” اغلبهم من حفظة القران الكريم، ومنهم من ينتظر ان تجود عليه المملكة الشريفة بجزء من الخيرات التي صرحت احداهن قائلة لإحدى المنابر الاعلامية “حنا هاد الخير عمرنا ما شفناه”، في إشارة الى حجم الاعانات والمساعدات التي هبطت الى جبال الحوز، اضافة الى ان الاذان لازال يصدح في المساجد المهدمة وفي أعالي الجبال كرمز على تمسك المزلزلين بدي رب العالمين في الوقت الذي تخلى عليه سكان المدن الا ما رحم ربك وقليل ما هم، “وعاد هادوك اللي يجيبوا ليك الماء باش توضا، والصلاية فين تصلي، ويطلبوا منك تشرب آتاي، ومنهم من تطلب باش تعطيك شوية ديال زعفران، وغيرها من المواقف البطولية الشهمة وفي عز الازمة والزلزال.

امام كل هذا النماذج التي سقناها في مقالنا هذا يظهر حقيقة لا تترك مجالا للتردد، او الشك في كون زلزال الحوز انما هو تدبير إلهي، وقضاء وقدر أرسل به الباري تعالى عددا من أبناء الحوز شهداء، وأعاد ترتيب الاولويات في عدد من المجالات، واظهر للعالم ان الله تعالى وتبارك انما إذا أراد شيئا ان يقول له “كن فيكون”، ففروا الى الله اذن لأنه في الاخير لا ملجا من الله الا الى الله سبحانه وتعالى.

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى