آخر الأخبارحوادثوطنية

ساكنة أمزميز بين الحياة والموت

الانتفاضة / أسامة السعودي/ صحفي متدرب

اكتسح زلزال الحوز أغلب المناطق المغربية، إذ خلف حزنا و آلما في نفوس الضحايا و كانت من بين القرى المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، منطقة “أمزميز” المتواجدة بإقليم الحوز، التي دمرها الزلزال، حيث تعاني الساكنة من مشاكل كبيرة  إذ أصبحوا لا يتوفرون على مأوى  يلجؤون إليه بعد أن دمر الزلزال لمحلاتهم و فقدوا أهاليهم و ذويهم، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر، مؤمنين بقضاء الله و قدره، و فوضوا أمرهم إلى اللهّ، و بالرغم من أن هده الكارثة خلفت في نفوسهم حزنا و آلما كبيرا إلا إنهم متضامنون مع بعضهم البعض في وقت المحن حيث أنهم تضامنوا ببناء ” الخيام” جعلوا منها سكنا لهم.

و أغلب الساكنة التي دمرها الزلزال  فمنهم من فقد زوجته و أبنائه، كما صرح لي رجلا أن زوجته في اللحظة التي خرجت من المنزل إنهار المنزل فوق رأسيها و في ظهرها طفل رضيع و شاب في أعز شبابه، لم يتمكن الزوج من إنقاذ زوجته و أبنائه في ليلة و ضحاها أصبح وحيدا بدون عائلة، ومنهم من فقد إخوانه، صرحت شابة و هي تحت تأثير الصدمة مما عانت منه و عاشته  و ملامح الحزن بادي على وجهها، سقط فوق رأسيها منزل مكون من ثلاث طوابق كانت هي و عمها و أخيها البالغ من العمر 12 سنة، لم ينجو الطفل الصغير  من هذه الفاجعة و التحق بالرحمان الرحيم، في حين كتب الله عمرا جديدا لشابة الصغيرة و عمها الذين  نجو بأعجوبة من هذه الفاجعة.

 إذ صرحت الساكنة بأن المساعدات التي قدمت لهم من طرف المواطنين المغاربة الذين لا يتركون إخوانهم في المحن و الشدائد، كما يقال عند الشدائد تظهر معادن الرجال، و هنا أبان الرجال على مواقفهم البطولية اتجاه المتضررين، و قدموا لهم كل ما يكفي من أكل و شرب و غطاء، حيث أن هذا المصاب الجلل دمر جميع المنازل و لم يعد هناك منزل صالح للسكن، و دمر أيضا المحلات التجارية و المساجد و بدت الحسرة في نفوس ضحايا الزلزال، دموعهم تشعرك بقيمة الحزن و الألم التي يحملونها في قلوبهم بحكم الضرر الذي أصابهم جراء هذه الكارثة، لأن أهم ما يجعل الإنسان مرتاح هي تواجده في منزله ، و الآن  أصبحوا بدون مسكن يحميهم من حرارة الجو و يحميهم أيضا من البرد القارس  و يحمي أطفالهم الصغار الذين أصبحوا غير قادرين على اللعب و المرح يحملون في أنفسهم حسرة يتقاسمونها مع عائلاتهم، كما أنهم يشعرون بالرعب في كل لحظة و لا يفارقون أباءهم و أمهاتهم خاصة في الليل. 

وكانت مطالب الساكنة المتضررة أن يتم النظر إليهم من طرف المسؤولين وجمعيات المجتمع المدني وأن يوفروا لهم ما يسد احتياجاتهم هم وفلذات كبدهم، كما أنهم في أمس الحاجة إلى أغطية تأويهم من شدة البرد، وفي حاجة إلى أماكن يقطنون فيها، فهناك رجال ونساء وأطفال يحتاجون إلى يد المساعدة والعون من طرف الجهات المسؤولة لتوفير أو تعويض جزء بسيط مما فقدوه والنظر إليهم بعين الرحمة والإنسانية.

ختاما أن أغلب المناطق والقرى تعاني من نفس المعاناة التي أصابت ساكنة

 أمزميز فلابد أن يتم التضامن والتعاون مع هؤلاء المتضررين وتوفير لهم ما يحتاجونه من الأكل والملبس والغطاء والتي تعتبر من الأساسيات الضرورية للحياة، كما أن هناك مناطق منكوبة لم تتوصل بأي مساعدات من طرف جمعيات والجهات الوصية ك “دوار الخميس سيدي بدهاج” التي صرحت فيه الساكنة أنها لم تتوصل بمساعدات كما أنها تعاني من نفس المعاناة والأضرار التي أصابت جل المناطق الجبلية.

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى