آخر الأخبارحوادثوطنية
منطقة الحوز…في كل بيت جنازة

موفدي الانتفاضة الى إقليم الحوز / محمد المتوكل / يونس موزيكي
بمنطقة الحوز، وبالضبط بمقر عمالة إقليم الحوز التام جميع عمال جهة مراكش اسفي، إضافة الى والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش، لاستقبال وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت الذي اسرع الخطى اتيا من الرباط متجها الى منطقة الحوز المنكوبة والمنهارة بسبب زلزال اتلى على الأخضر واليابس، وذلك تحت الامرة السامية لجلالة الملك، وتفعيلا لتعليماته السامية من اجل وضع خلية ازمة بالمنطقة المنكوبة، وتنزيل التعليمات الملكية من اجل انتشال الموتى، وإنقاذ الجرحى، وايواء السكان الفارين من الزلزال المدمر والذي ضرب المغرب باسره، وخاصة منطقة الحوز التي نالت النصيب الأكبر من الخسائر في الأرواح والعتاد والمباني، حيث قضى اغلب سكان المناطق المتضررة أياما تحت الأنقاض منهم من خرجوا امواتا ، ومنهم خرجوا جرحى ، ومنهم من لم يخرجوا بعد، ومنهم من لايزالون مفقودين، ومنهم من لا يزال البحث جاريا عليهم، ومن الاسر من توفيت بكاملها تحت الأنقاض واما الناجين من النكبة فانهم لا يزالون يقضون ليالي بيضاء ينتشلون الموتى والجرحى او يبكون عزيزا وغاليا اخذه الزلزال على حين غفلة في مشهد مبكي ومحزن ومثير ويبعث على الأسف والاسى.
ولهذا الغرض اجتمع وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت مع المسؤولين المباشرين المدنيين والعسكريين لإعطائهم التوجيهات الملكية في الموضوع، وحثهم على التواجد الميداني في أماكن وقوع الزلزال المدمر، مطالبا إياهم بالتجند الدائم والتطوع الكامل من اجل انقاذ الأرواح، ونقل المصابين الى اقرب المستشفيات بمدينة مراكش التي تشهد هي الأخرى ازدحاما منقطع النظير بسبب توافد الجرحى على اقسام المستعجلات، فضلا عن مساعدة الناجين على إعادة ايوائهم في خيام أقيمت بهذه المناسبة من قبل القوات المسلحة الملكية والتي شهدت بالمناسبة حضور نائب المفتش العام لها في الميدان من اجل السهر على كل صغيرة وكبيرة في المنطقة المنكوبة، والتي منها من دمرت كاملة، ومنها من فقدت نسبة كبيرة من رجالها ونسائها وابنائها وبناتها في مشاهد درامية مبكية وتبعث على الحزن.
بعد لقاء وزير الداخلية بالعمال والولاة والمسؤولين الأمنيين والقوات المساعدة، انتقل الجميع الى عين المكان والبؤر التي شهدت الكارثة، من اجل تتبع مسار انتشال الضحايا ونقل المصابين فضلا عن تقديم يد المساعدة الى المحتاجين، وبهذه المناسبة تجند مختلف شرائح المجتمع المغربي من اجل الذهاب الى بؤر الزلزال، وخاصة المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والمنظمات الاغاثية المحلية والدولية والهلال الأحمر، إضافة الى مشاركة عدد من الدول والتي أرسلت موفديها الى عين المكان، مرفقة بالمساعدات الغذائية، والاغطية والأدوية والخيام لتوزعها على الاسر المتضررة والتي لازالت لم تصدق حجم الكارثة التي حلت بهم يوم الجمعة 8 شتنبر 2023 ابتداء من الساعة 23 و11 دقيقة و1 ثانية حيث بلغت درجة الزلزال المدمر 7 درجات نالت منها جماعة ايغيل بإقليم الحوز النصيب الأكبر، وبعمق بلغ 08 كلم، كما ان الجماعات المتضررة من الزلزال بلغت 40 جماعة من ضمنها 26 جماعة عرفت خسائر بشرية بلغت للأسف الشديد حوالي 1351 من الموتى و1220 جريح.
وبالمناسبة فعدد الجماعات التي تنتمي لإقليم الحوز تبلغ 40 جماعة و5 دوائر و3 باشويات فيما يبلغ تعداد السكان جوالي 650000 نسمة.
اما الإجراءات التي قامت بها السلطات المحلية من اجل تدبير ازمة الزلزال المدمر فهي كما يلي:
1 تثبيت مركز قيادة أمنى إقليمي ولجن عاملة بالجماعات المحلية.
2 تجميع المعطيات حول الاضرار الناجمة عن الزلزال بتنسيق مع السلطات المحلية.
3 تحليل الوضع وتحديد الأولويات، وإيجاد سبل التدخل العاجل.
4 زيارة ميدانية من طرف مركز القيادة الامني لتفقد الوضعية بعين المكان.
5 زيارة ميدانية للمستشفى الإقليمي محمد السادس بمراكش لتفقد الحالة الصحية للجرحى.
6 زيارة ميدانية لمركز القيادة الأمني لمعاينة الوضع الصحي للساكنة المتضررة بالجماعات المتضررة.
7تعئة سيارات الإسعاف ومختلف الوسائل اللوجستيكية من اجل مواكبة الازمة، وإعطاء الأولوية لانتشال الجثث وانقاد الضحايا ودفن الموتى.
8 تنصيب جميع الخيام المتوفر عليها على مستوى الإقليم.
9 توزيع المساعدات على المتضررين.
10 توزيع المساعدات الغذائية على عائلات الضحايا بكل الجماعات المتضررة اوريكة، اسني، ويركان، ثلاث نيعقوب.
11 توفير 2000 خيمة عائلية.
12 توفير اليد العاملة لتنصيب الخيام.
13 توفير 200000 قفة غذائية للاستهلاك اليومي لمدة يومين او ثلاث أيام.
14 توفير 100000 قفة غذائية للاستهلاك الشهري.
15 نصب مستشفى ميداني عسكري لتتبع الحالات الصحية للجرحى وتقديم الادوية في عين المكان للاسر المتضررة.
كما لا ننسى ان الطريق المؤدية الى إقليم الحوز كانت مملوءة عن اخرها بسبب توافد عدد من المسؤولين والعسكريين والهيئات الدولية والجمعيات الخيرية والعاملين في مجال الصحافة والاعلام محليا ودوليا فضلا عن حركية المجتمع المدني الذي سهر ولازال على الوضع بالمنطقة ويقدم خدمات جليلة للمتضررين.
لقد عاش إقليم الحوز فعلا أجواء حزينة، وفاجعة كبيرة كبر مساحة المنطقة التي تبقى خارج التنمية ولا يصلها شيء من خيرات البلاد فلا طرق جيدة، ولا مسالك ولا تنمية ولا تطور، ولا بنية تحتية ولا بنية فوقية، ولا ملاعب ولا مرافق، وانما يخيم الفقر والخصاص والعوز والحاجة على كل من التقتهم الانتفاضة سواء صغارا او كبارا، فالجميع يعبر عن التهميش الذي يطال قراهم وان المسؤولون لا يتذكرونهم الا عند حلول الازمات لا قدر الله.
بقي ان نشير الى ان الوضع لايزال غير مستقر، وانه رغم المجهودات المبذولة في الميدان الى ان صعوبة التضاريس، وقلة الإمكانيات تحول دون تقدم الإغاثة بشكل سريع، مما يرشح نسبة الوفيات والجرحى لتكون عالية لا قدر الله.















