آخر الأخباردينيةوطنية

ففروا الى الله…

الانتفاضة / محمد المتوكل

التام الجميع في الشارع هروبا من الزلزال الذي ضرب المغرب باسره من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، اجتمع الجميع في الطرقات والازقة والدروب، وهروبا من العمارات والمنازل بعد ان خرج البعض احيانا بدون ملابس تقيهم جسمهم الذي تحول الى كتلة لا تقوى على التحرك، كما تصاعد (الغوات والزكا) من كل صوب وحدب ومن مختلف شرائح المجتمع التي خرجت عن بكرة ابيها مهرولة الى المجهول، فمنهم من نسي ملابسه، ومنهم من خرج كما ولدته امه، ومنهم من خرج يردد (اللطفية) و(اللطيف)، ومنهم من سارع الى الصلاة ومنهم ومنهم ومنهم…

كل هذا يحيلنا الى معطى اساسي وهو ان ظاهرة الزلازل طبعا هي ظاهرة جيوفيزيائية ولها علاقة وطيدة بالعلم والجيولوجيا والفيزياء والعلم التجريدي، ونحن متفقون على ذلك، لكن الذي يجب ان يعلمه الجميع طبعا، وهو معلوم للجميع ولا يخرج من المعلوم من الدين بالضرورة وهو ان ظاهرة الزلازل هي ظاهرة ربانية وابتلاء رباني وامتحان الهي لا مفر منه عند حدوثه، وان الله تعالى هو القاهر والقادر على كل شيء، فله الملك والحمد وهو على كل شيء قدير، وان الرب تعالى يختبرنا ويمتحننا من اجل ان نعود اليه ايبين منيبين تائبين، وان الله تعالى يدعونا من خلال اياته ونواميسه المبثوثة في النفس وفي الكون وفي الافاق ان نرجع اليه سبحانه وتعالى، وان نستقيم على امره ومراده، وان نجعل الله تعالى القران الكريم، وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام نصب اعيننا، وان نحاول جاهدين التوبة والانابة والعودة الى صراط الله المستقيم، وان الزلازل والبراكين هي ايات من ايات الله العلي القدير التي تدعونا عند حدوثها الى الالتزام بشرع الله بعد ان ضيعنا الطريق الى رب العالمين وانغمسنا في الفساد والافساد، واعترانا الظلم والنفاق والكذب والبهتان واشتغلنا بالنميمة والغيبة والمكر والخديعة ومسنا شر شهادة الزور والزنا والخدنية والشدود الجنسي والسرقة والنهب والخذلان والباطل بكل تجلياته، وانغمسنا في كل انواع الرذائل من عقوق الوالدين وعدم تربية الابناء وخروج المراة الى الشلرع عارية والرشوة والحكرة والظلم وكل انواع البلايا والرزايا للاسف الشديد.

ان الزلزال الذي وقع بالمغرب رسالة الينا جميعا بضرورة تجديد اواصر العلاقة مع رب العالمين والتوبة والانابة واعطاء لكل ذي حق حقه ومحاولة تطهير النفس من كل الشوائب، والتراجع عن الذنوب والمعاصي، والاقبال على رب العالمين حقيقة وصدقا.

ان الزلزال الذي وقع بالمغرب هو انذار من الله تعالى لنا لنعود من (التساشفارت والتاقمارات والتابانضيت والتاسمسارت والتاديوتيت والتاحراميات التي تعترينا)، ووجب على الجميع ان يعلم ان الله تعال كل مرة يرسل الينا ايات وعلامات لعلنا نستهدي الطريق، ونعود الى جادة الصواب  والمحجة البيضاء والتي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك.

ففروا الى الله عوض ان تفروا الى الشوارع والازقة والدروب تاركين المنازل والعمارات والفيلات والاموال والاولاد والازواج وغير ذلك، ففي ذلك عبلرةة لمن يعتبر.

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى