وأخيرا اختار اللاعب المغربي الجنسية والاسباني الجنسية من جهة امه الغينية وابيه المغربي، اختار العقل وترك القلب لان العقل أحيانا ينفع إذا ما تعارض مع القلب، وفازت إسبابيا ولو مؤقتا بهذه الجوهرة الكروية التي ملأت وسائل الاعلام صخبا وضجيجا مبرزة موهبته الكبيرة في مداعبة الكرة المستديرة.
وهو محق في ذلك ولا أحد يعيب عليه الا أولئك الذين يعتقدون انهم زيد لهم في هرمون الوطنية نفاقا وزورا ويحسبون أنفسهم انهم أكثر مغربية من باقي المغاربة، وهذا هو جوهر النقاش الموجود في المغرب من زمان فئة موضوعية ترى الأمور بالعقل، وفئة ترى الامور بالقلب وفئة لا ترى الأمور أصلا بقدر ما ترى ان باقي الفئتين انما هم فئتين (زايد ناقص) للأسف الشديد، فئة وكأنها زيد لها في دروس الوطنية أكثر من الاخريات، او انها ولدت وفي فمها ملعقة من الراية المغربية ذات اللون الاحمر والنجمة الخضراء.
لقد اختار (يامال) اسبانيا واللعب مع منتخب (الماتادور)، وليس في ذلك أي اشكال وانما الاشكال في من يتباكى الان من فئة من المغاربة حول لماذا اختار (يامال) المنتخب الاسباني، وانت (شغلك)؟؟؟ وانت (سوقك)؟؟؟، (فين عندك نت الحريق)؟؟؟، اين كان المغرب لما كان أب (يامال) لا يجد لقمة عيش في بلد يعج بالخيرات لكن يستفيد منها القلة القليلة من (المحظوظين) و(الراسماليين)، و(الناس الالبة)، و(المرفحين) في مملكة محمد السادس؟؟؟، اين كان المغرب لما كان اب (يامال) لم يجد الشغل والكرامة والحرية في بلاده وهاجر الى بلاد اسبانيا من اجل البحث عن لقمة عيش عندما لم يجدها في بلاده التي تضج بالخيرات والنعم والكنوز التي تنوء بالعصبة اولي القوة؟؟؟، اين كان المغرب لما أراد اب (يامال) الزواج والحصول على نصفه الثاني، فلم يجد اي مغربية تقدم نفسها فداء لشخص فقير كان يتلمس طريقه في الحياة في الوقت الذي قبلت به امرأة غينية واجنبية ولا تجمعه به الا بعض العادات والتقاليد والأعراف، وانجبت منه (يامال) الذي دخل تجار الوطنية وعبيد العنصرية المقيتة و(البلابلابلا) الفارغة؟؟؟، اين كان المغرب عندما بدأ (يامال) مسيرته الكروية في الفئات الدنيا ولم يكن يحتضنه احد لا صغيرا، ولا هو يداعب الكرة، ولا هو يرسم طريقه في عالم المستديرة؟؟؟، اه نسيت ان أقول لكم ان المغرب لم يحتضن حتى اباه، ولم يحتضن امه، ولم يحتضن أي شيء، انما ترك اب (يامال) وام (يامال) هم المسؤولين الوحيدين في تحديد مصير حياتهما بعيدا عن المغرب، فلماذا يتدخل الان بعض الاوباش وبعض الاحباش من اجل ان يوزعوا علينا صكوكهم المهترئة ووطنيتهم المزعومة و(التامغربيت الكاذبة ديالهوم) وهم لو منحت لهم فرصة صغيرة فقط من اجل الخروج من المغرب ما ترددوا ولو للحظة واحدة؟؟؟.
بقي فقط ان اهمس في اذن هذه الفئة الزائدة وطنية أكثر من الاخرين دعوا الطفل يختار مصيره وهو اعلم بمصلحته إضافة الى امه وابيه، وإذا ما اراد اللعب للمغرب فلن يكون ذلك زيادة في الوطنية ولكن فطرة وجبلة وليس تصنعا وتملقا وتزلفا وادعاء كما يفعل بعض اللاوطنيين.
يجب الا يفهم من كلامنا اننا نحرض الطفل (يامال) على الا يلعب للمغرب في إطار السياسة التي ينتهجها مدبرو شؤوننا الرياضية من الحكوميين والسياسيين الذين أنتجوا لنا منتخبا كان عليهم ان يسموه بالمنتخب الوطني للجالية المقيمة بالخارج، لأنه يضم في اغلب لاعبيه ممارسين بالخارج وبعض الفتات من البطولة الوطنية لكرة القدم التي يقولون عنها انها احترافية، وهي ليست لا محترفة ولا هم يحزنون وانما هي (بزووووووولة) تذر أموالا باهضة للاغتناء على ظهر الشعب المغلوب على امره.
لا يجب ان يفهم اننا نشجع الطفل على الا يلعب للمغرب فهذا ليس ديدننا ولا قصدنا وليست نيتنا، لكن نيتنا ان نترك اللاعب في حاله يقرر كيف يشاء، وهو أدرى بمصلحته مني انا أكتب هذه الآهات، وحتى لا يزايد علينا أحد في هذا المقال فنحن لا تنقصنا الوطنية، ولا تنقصنا الهوية ما دمنا نعتقد بان الله رب الكون، وان الوطن للجميع، وان الملك ملك مواطن حفظه الله من كل سوء.
التعليقات مغلقة.