جديد الصديق محمد التهامي الحراق، كتاب تحت عنوان “أدِر ذكرَ من أهوى..”، والعنوان كما هو معلوم، مقتطف من بيت شعري شهير لسلطان العاشقين عمر بن الفارض، وجاء فيه: “أدِر ذكرَ من أهوى ولو بملامي.. فإن أحاديث الحبيبِ مُدامي”.
جاء الكتاب موزعا على مقدمة وفصلين، كان الأول مخصصا للتوقف عند ميراث بعض رموز التراث الصوفي في العالم الإسلامي (وإن كان ميراث هؤلاء يتجاوز المجال الإسلامي، بدليل اعتناق الإسلام عبر بوابة نصوص بعض هؤلاء)، مع وقفات تعريفية وتأملية في بعض نصوص هذه الأعلام، نذكر منها: الجنيد، أبو مدين الغوت، الششتري، أحمد زروق، عبد السلام بن مشيش، أحمد التجاني، أبو عبيد الله الشرقي، وغيرهم (عددهم 24 عارفا، اشتهروا بالجمع بين التواضع والحكمة، فرزقوا شهرة محلية أو إقليمية أو عالمية، مع أنهم لا يبحثون عن الشهرة أساسا).
أما الفصل الثاني، فتضمن نفحات مع بعض المفاتيح أو بعض أبواب الدلالة في كلامهم بين أهل السماع، رغبة من المؤلف في إنارة عقولنا ببعض ما ينقذنا من مخالب أزمة المعنى في سياقنا المعاصر. (من محاور الفصل الثاني، وعددها 24 عنوانا، نقرأ مثلا: محبة الصالحين، ثمرات الذكر، مناجاة المحبوب، تغزلات الحقيقة، أو كشف الحجاب).
صدر العمل عن دار أبي رقراق، الرباط، ط 2، 2023، وجاء في 325 صفحة.
التعليقات مغلقة.