آخر الأخبارعين على مراكشوطنية

ولاية مراكش تدشن (حانوت للبنوات تأسيا بجيراننا الكراغلة)

الانتفاضة / محمد الأمين الداودي

أقدمت السلطات الولائية لمدينة مراكش الحمراء على تدشين حانوت تابع (لواحد السيد ربما عندو مو فلعرش)، وأكيد لن يبيت بدون عشاء، تأسيا بإخواننا الكراغلة في بلد المليون شهيد كما يدعون، هذا التدشين اتخذ له والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش اسطولا كبيرا من السيارات التي تستهلك الوقود الذي يأتي من جيوب دافعي الضرائب التي يؤديها (الغلابة) والمساكين والفقراء و(البوفرية) القابعين في مملكة محمد السادس، إضافة الى طاقم بشري كبير وكأنهم سيذهبون للزحف على مرتزقة (البوليزاريو) وطردهم من مخيم الغبار والعجاج، إضافة الى ان المناسبة لا تستدي من والي الجهة وعامل المدينة ان يخرج أصلا فضلا عن الذهاب الى (حانوت للبنوات وداير هيلالة ومخدم معاه السلطات الأمنية)، من امن وطني وقوات مساعدة وشرطة سرية ومخابرات وصحافة الارتزاق و200 درهم و(شي بوفي ديال الحلوى والعصير)، للأسف الشديد في الوقت الذي كان فيه على والي الجهة وعامل المدينة انه (يتكونسونطرا) على مشاكل المدينة، ويخصص جزءا من وقته الذي يقضيه في مكتبه المكيف والمجهز باحسن طراز، وان يلتفت  للطرق المكسرة، والدروب المحفرة، والاحياء الشعبية التي ينعدم فيه الواد الحار والكهرباء التي تنقطع على المساكين و(الغلابة) في المنازل الآيلة للسقوط، وان يهتم بالطابع السياحي للمدينة الحمراء، ويسهر على تنميتها وتثمينها وتهيئتها لتكون عاصمة للثقافة والحضارة والارث التاريخي والجغرافي المتميز، لا ان تكون عاصمة للتدشينات المشبوهة والمشوهة من قبيل تدشين (بوتيكة) للعجلات في منظر مقزز، ويرسل رسائل واضحة على ان والي المدينة رجل غير مسؤول ويسير مدينة كبيرة من حجم مدينة مراكش بشكل عشوائي،  وان حاضرة المغرب والقطب السياحي للبلاد  التي يأتيها الزوار من كل صوب وحدب بقيت في كف عفريت، ولن تقوم لها قائمة اذا ما هي سارت على هذا المنوال السيء.

ان خروج والي الجهة وعامل المدينة من مقر اقاته بالولاية التي تتمركز في شارع 11 يناير اخذا معه جيشا عرمرما من الموظفين والمسؤولين والامنيين من اجل التنقل الى كراج يبيع فيه (صاحبه) او صاحب والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش والمقرب منه؟؟؟ عددا من (البنوات) لا يمكن الا ان يكون في الامر ان واخواتها؟؟؟ اما ان الوالي ترك مشاكل مدينة مراكش وخان امانة صاحب الجلالة وترك الجمل بما حمل، وذهب ليشتغل بما لا يجب الاشتغال به؟؟؟ واما ان صاحب (الحانوت) رجل من علية القوم، وبالتالي لا يستحق الا ان يخرج والي الجهة وعامل المدينة عن بكرة ابيه ليدشن هذه (البوتيكة) في مشهد درامي مضحك ويبعث على السخرية لأسف الشديد؟؟؟

او ان والي الجهة وعامل المدينة (كايتفرج بزااااف فالقنوات تاع الكراغلة)، (وباغي يدير لينا نفس السيناريو غير هوما الكراغلة تايدشنو محلات لبيع العدس واللوبيا والحليب الذي ينقصهم ووالينا وعاملنا يدشن لنا حانوتا للبنوات) في مهزلة ما بعدها مهزلة، وكان والي جهة مراكش اسفي وعامل مدينة مراكش لا شغل له الا تدشين محل للعجلات، و قد يكون من سابع المستحيلات ان يتجرا والي من ولاة مملكة محمد السادس للخروج من مقر الولاية اصلا من اجل تدشين محل ما الا اذا كان مشروعا كبيرا، واستراتيجيا ويهم قطاعا حيويا كبيرا، والأكثر من هذا فهل التدشينات هي شغل الوالي الشاغل؟؟؟ ام انه في المقابل يجب ان ينكب على تنمية المدينة بجلب الاستثمارات، وتقوية البنية الطرقية وتهيئة المدارات وهيكلة القطاعات الحيوية والسير بالمدينة الى مدارج الرقي، ووضع قاطرة مراكش على سكة الإصلاح والتغيير الذي من شانه ان يشعر معه المواطن المراكشي بان هناك فعلا امال لإنقاذ المدينة من التراجع الذي الت اليه منذ سنوات خلت، لدرجة انها كانت قاب قوسين او أدني من الإصابة بالسكتة القلبية اتي تكلم عنها الراحل الحسن الثاني يوما ما.

لقد اساء والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش الى مؤسسة الولاية والعمالة بصفة عامة بانخراطه في بعض الأشياء التافهة، والتي لا تقدم ولا تؤخر في تنمية مدينة مراكش، بل بالعكس فهي تعطي صورة سيئة على واقع وافق التغيير في المدينة وتركنها الى الوراء أكثر فأكثر.

نتمنى من السلطات الوصية ان تتدخل بشكل عاجل من اجل ارجاع المياه الى مجاريها خاصة وان مؤسسة والي الجهة وعامل المدينة منصب سامي، وهو بمثابة الممثل الأسمى الذي ينوب عن الملك محمد السادس في تدبير الأمور الجهوية وانه يمثل مؤسسة دستورية وجب عليها الترفع عن التفاهات والاشياء الثانوية والاهتمام بما يمكنه ان يقدم خدمة جيدة للمواطن المراكشي المسكين، كما انه لا يجب الزج بمنصب الوالي والعامل في أشياء شاذة، وليست ذات قيمة ولا تعود بالنفع على المواطن المحلي.

والى ان يستيقظ ضمير والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش نريد ان نذكره فقط وذلك من باب قوله تعالى:( وذكر فان الذكرى تنفع المومنين) لقد دعاك مستثمر مغربي مرة لحضور افتاح مشروع تجاري يفوق راسماله 200 مليون سنتيم من اجل الحضور، لكنكم لم تفعلوا ربما لأنه ليس من علية القوم وذهبتم لتدشين (حانوت للبنوات) قد لا يساوي 100 مليون في ازدواجية للمواقف، و(سكيزوفرينية) واضحة، وذلك ربما لان صاحب المشروع الذي تملى (بطلعتكم البهية) (ولد فلان) و(ولد فرتلان) او ربما (ولد علان)، او ربما لان له (ركيزة في الرباط).

والى ان يستيقظ ضمير والي الجهة وعامل المدينة الحمراء نقول له ملء الفم دشن المشاريع التي تعود على الساكنة بالنفع ودعك من (البنوات) وغيرها لان ذلك انما يخدم جهة على حساب جهة أخرى ويخلق البلبلة ويثير الراي العام ويطرح أكثر من علامة استفهام على مؤسسة الولاية التي يجب ان تبقى فوق كل اعتبار، وان (بنوات) المدينة لن تتحرك اذا لم يتحرك ضمير المسؤولين في المدينة، وعلى راسهم والي جهة مراكش اسفي وعامل عمل مدينة مراكش الحمراء التي أصبحت في عداد الموتى، ولم يبق لنا الا ان ندفتها ونصلي عليها صلاة الجنازة، نسال الله السلامة وعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة.

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى